أظهر استطلاع رأي حديث أن 46% من الفرنسيين يؤيدون حركة “لنغلق كل شيء” المقررة يوم الأربعاء المقبل هذه الحركة تعكس مشاعر المواطنين تجاه الوضع الاقتصادي والاجتماعي الحالي حيث يعبر الكثيرون عن قلقهم من الأزمات المتزايدة وتأثيرها على حياتهم اليومية وتأتي هذه النتائج في وقت حساس يشهد فيه المجتمع الفرنسي نقاشات حادة حول السياسات الحكومية وأهمية اتخاذ إجراءات جذرية لحماية حقوق المواطنين ورفاهيتهم مما يثير تساؤلات حول مستقبل البلاد وكيفية التعامل مع التحديات الراهنة.
تأييد واسع للإضراب في فرنسا: حركة “لنغلق كل شيء”
أظهر استطلاع رأي نشرته صحيفة “لا تريبيون ديمانش” الفرنسية أن 46% من الفرنسيين يؤيدون الإضراب وحركة “لنغلق كل شيء” المقررة يوم الأربعاء المقبل 10 سبتمبر، بينما يعارضها 28%، ويظهر 26% من المشاركين عدم اهتمامهم بالموضوع، وهذا يشير إلى حالة من الاستقطاب حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
أسباب الاحتجاجات: تراجع القدرة الشرائية
وفقًا لدراسة أجرتها منصة “Ipsos-BVA-CESI” بين 3 و4 سبتمبر، فإن السبب الرئيسي وراء هذه الاحتجاجات هو “انخفاض القدرة الشرائية”، حيث شملت الدراسة عينة من ألف شخص يمثلون السكان الفرنسيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر، وأيدت أحزاب اليسار هذه الحركة بشكل كبير، حيث بلغت نسبة التأييد 73% لحزب فرنسا الأبية و67% لحزب الخضر، بينما كانت النسبة 58% لحزب التجمع الوطني، في المقابل، رفض 73% من مؤيدي أحزاب النهضة – آفاق – المودم هذه الحملة، مما يعكس تباين الآراء حول القضايا الاقتصادية.
دعوات للإضراب وتحركات محتملة
تستعد عدة نقابات لتنظيم إضراب يوم الأربعاء المقبل، خاصة في قطاعي النقل والمستشفيات، كما تم الإعلان عن تحركات أخرى تذكرنا باحتجاجات السترات الصفراء، مثل إغلاق الطرق أو تخريب كاميرات السرعة، وتنتشر دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لعدم استخدام البطاقات المصرفية أو التسوق في ذلك اليوم، ووفقًا للاستطلاع، يعزو 51% من الفرنسيين هذه الحركة إلى “تراجع القدرة الشرائية للأسر”، مما يعكس القلق المتزايد من تأثير السياسات الحكومية على مستوى المعيشة.
تسعى حركة “لنغلق كل شيء” إلى التعبير عن الاستياء من مشروع الميزانية الذي اقترحه رئيس الوزراء الفرنسي، والذي يتضمن تقليص نفقات تصل إلى 43.8 مليار يورو، مما يزيد من حدة التوترات الاجتماعية في البلاد.