في عالم متسارع من التقدم التكنولوجي، ظهرت تقارير تفيد بأن قراصنة صينيين قاموا بانتحال شخصية عضو بالكونجرس الأمريكي في محاولة لاستفسار عن العقوبات المفروضة على بكين هذه الحادثة تثير القلق بشأن الأمن السيبراني وتسلط الضوء على التهديدات المتزايدة التي تواجهها الحكومات الغربية من قراصنة مدعومين من دول مثل الصين حيث يسعى هؤلاء القراصنة إلى جمع معلومات حساسة قد تؤثر على العلاقات الدولية وتفاقم التوترات بين الدول الكبرى من المهم أن تبقى الحكومات والشركات متيقظة لمواجهة هذه التهديدات المتزايدة من خلال تعزيز الأمان السيبراني وتطوير استراتيجيات فعالة للتصدي للاختراقات المحتملة.
FBI يحقق في مخطط تجسس إلكتروني على مجموعات تجارية
يُجري مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) تحقيقاً في مخطط تجسس إلكتروني معقد استهدف مجموعات تجارية، حيث استخدم القراصنة رسائل بريد إلكتروني مزيفة انتحلت شخصية رئيس لجنة الشؤون الصينية بمجلس النواب، جون مولينار، وقد تظاهر هؤلاء القراصنة بأنهم عضو الكونجرس خلال محادثات تجارية حساسة، مما أثار قلقاً كبيراً في الأوساط السياسية والتجارية.
تفاصيل الحادثة
بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”، بدأت هذه الأحداث تتكشف مع اقتراب بدء المفاوضات التجارية بين إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب والصين في يوليو الماضي، حيث تلقى موظفو لجنة مجلس النواب المعنية بالصراع التجاري استفسارات غير معتادة، تلقت العديد من المنظمات التجارية وشركات المحاماة ووكالات الحكومة رسائل بريد إلكتروني من مولينار، تطلب آرائهم حول عقوبات مقترحة على بكين، رغم أن الرسائل أُرسلت من بريد إلكتروني غير رسمي، مما أثار الشكوك حول مصداقيتها.
دوافع الحملة
تشير المعلومات إلى أن هذه الرسائل كانت جزءاً من حملة تجسس إلكتروني مزعومة مرتبطة ببكين، حيث يُعتقد أن الهدف منها هو زرع برامج تجسسية في أجهزة المنظمات التي تقدم آراءها حول المفاوضات التجارية، وقد أظهرت تحليلات الأمن الإلكتروني أن البرمجية الخبيثة تعود لمجموعة هاكرز تُعرف باسم APT41، والتي يُعتقد أنها تعمل لصالح وزارة الأمن في بكين، ويُعتقد أن الحملة تهدف إلى إطلاع المسؤولين الصينيين على توصيات الجهات الخارجية التي يتلقاها ترامب.
ردود الفعل
أثار استخدام اسم مولينار كطعم في هذه العملية استياءً كبيراً بين أعضاء اللجنة، خاصةً نظراً لانتقادات مولينار الحادة لسياسات بكين، حيث وصف هذه الحادثة بأنها “محاولة أخرى من الصين لشن هجمات إلكترونية تستهدف استراتيجية الولايات المتحدة”، وأكد أنه لن يخضع للتهديدات، كما نفت السلطات الصينية الاتهامات الموجهة إليها، مشيرةً إلى أن هذه الادعاءات تهدف إلى صرف الانتباه عن تصرفات واشنطن العدائية.
تأتي هذه الأحداث في وقت يواجه فيه العديد من مسؤولي الإدارة الأمريكية محاولات احتيال مماثلة، ويعكس التطور الملحوظ في أنشطة التجسس الصينية قلقاً واسع النطاق بين مسؤولي إنفاذ القانون الأمريكيين، وقد كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت سابق عن حملة تجسس مرتبطة ببكين استهدفت شركات الاتصالات الأمريكية، مما يدل على اتساع نطاق هذه الأنشطة حول العالم.