تعتبر فنزويلا واحدة من الدول التي تواجه تحديات كبيرة في ظل التصعيد مع واشنطن حيث تثير هذه التوترات تساؤلات عديدة حول حجم القوة العسكرية لفنزويلا ومدى قدرتها على مواجهة التهديدات الأمريكية تملك فنزويلا جيشاً قوياً وتاريخاً طويلاً من الاستعداد العسكري بالإضافة إلى استثماراتها في التكنولوجيا الدفاعية مما يعزز من قدرتها على الرد في حال حدوث أي تصعيد عسكري كما أن التحالفات الاستراتيجية مع دول أخرى تعزز من موقفها في الساحة الدولية وتجعلها قادرة على مواجهة الضغوطات الخارجية مما يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين في ظل هذه الظروف المتغيرة.

التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا: هل تستطيع كاراكاس الدفاع عن نفسها؟

مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا، خصوصًا بعد إعلان واشنطن عن عمليات عسكرية بحرية في منطقة الكاريبي لمكافحة تهريب المخدرات، يبرز سؤال محوري حول قدرة فنزويلا على الدفاع عن نفسها في حال تحول الأزمة إلى صراع عسكري مباشر، فهل تمتلك كاراكاس الوسائل اللازمة لمواجهة هذا التهديد؟

القوات المسلحة الفنزويلية: قدرات وتحديات

بحسب تقارير عسكرية، تمتلك فنزويلا واحدة من أكبر القوات المسلحة في أمريكا اللاتينية، حيث يتجاوز عدد جنودها 120 ألف جندي في الخدمة الفعلية، بالإضافة إلى قوات احتياط وحرس وطني يصل عددهم إلى مئات الآلاف، وتعتمد البلاد على ترسانة متنوعة من الأسلحة تم الحصول عليها من روسيا، الصين، وإيران خلال العقدين الماضيين، في سلاح الجو، تُعتبر طائرات سوخوي-30 الروسية العمود الفقري للقوة الجوية، حيث تتمتع بقدرات هجومية ودفاعية متقدمة، كما عززت فنزويلا دفاعاتها الجوية من خلال منظومات إس-300 الروسية، التي تشكل رادعًا مهمًا ضد أي هجمات جوية محتملة.

الاستعدادات الفنزويلية لمواجهة التهديدات

أما على مستوى القوات البرية، فتملك فنزويلا دبابات من طراز T-72B1 ومدرعات روسية وصينية الصنع، بالإضافة إلى وحدات صواريخ تكتيكية قصيرة المدى، وفي البحر، تعتمد البحرية الفنزويلية على فرقاطات وسفن دورية وصواريخ مضادة للسفن، مما يمنحها قدرة دفاعية محدودة لكنها فعالة في بيئتها الإقليمية، وفي خطوة لتعزيز الدفاع الوطني، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن تنظيم حملة كبرى لتعبئة قوى ميليشيا الدفاع الوطني البوليفاري، ردًا على ما وصفه بالتهديدات الأمريكية، حيث تم تحديد يوم الجمعة الماضي موعدًا للتعبئة، ومن المتوقع أن يشارك أكثر من 8 ملايين شخص تم تسجيلهم ضمن النظام الدفاعي الوطني، بالإضافة إلى 4.5 مليون عنصر من الميليشيا الوطنية البوليفارية المدربين مسبقًا.

التحديات المستقبلية: الفجوة العسكرية

رغم هذه القدرات، يشير المحللون إلى أن الفجوة بين الجيش الفنزويلي والقوة العسكرية الأمريكية هائلة، حيث لا مجال للمقارنة من حيث التكنولوجيا أو حجم القوة، ومع ذلك، يؤكدون أن أي تدخل أمريكي لن يكون بلا تكلفة، خاصة مع احتمالية دخول حلفاء فنزويلا على خط الأزمة، مما قد يفتح الباب أمام مواجهة إقليمية معقدة، وفي النهاية، تبدو القوة الفنزويلية قادرة على الردع المحدود أكثر من قدرتها على خوض مواجهة طويلة الأمد مع واشنطن، مما يجعل المشهد متوترًا ومفتوحًا على جميع الاحتمالات.