تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة حيث حذر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو من خطورة الانجرار لمواجهة مسلحة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة بأسرها ويعكس هذا التصعيد العلاقات المتوترة بين البلدين والتي شهدت العديد من الأحداث السياسية والاقتصادية المعقدة ويبدو أن كلا الطرفين يحاولان تعزيز مواقعهما في ظل الظروف الحالية مما يزيد من المخاوف من تصاعد الأزمات في المستقبل القريب ويتطلب الوضع الراهن توازناً دقيقاً لمنع تفاقم الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن.

تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا

تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا تصاعدًا ملحوظًا في التوترات، حيث حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من أن أي طائرات حربية فنزويلية تقترب من السفن الحربية الأمريكية قد تتعرض للإسقاط، إذا شكلت تهديدًا، وقد جاءت هذه التصريحات بعد تحليق طائرات مقاتلة فنزويلية بالقرب من سفينة حربية أمريكية على ساحل أمريكا الجنوبية مرتين خلال يومين، مما أثار قلق الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي حذر من خطر الانجرار إلى مواجهة مسلحة، وفقًا لصحيفة الموندو الإسبانية.

الضربة الجوية الأمريكية

في سياق متصل، نفذت الولايات المتحدة ضربة جوية ضد ما وصفته بـ “زورق فنزويلي لنقل المخدرات” مرتبط بعصابة تُعرف باسم “ترين دي أراجوا”، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا، وقد دافع المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك نائب الرئيس جي دي فانس، عن هذه الضربة، مؤكدين أنها تمثل “أفضل استخدام” للقوة العسكرية الأمريكية ضد الكارتلات. من جهته، رد مادورو على هذه الاتهامات، مشددًا على عدم صحتها وأن الخلافات الحالية لا تبرر الدخول في صراع مسلح.

تعزيز الوجود العسكري الأمريكي

على الجانب الآخر، بدأت الولايات المتحدة في تعزيز وجودها العسكري في المنطقة، حيث أرسلت 10 طائرات مقاتلة من طراز F-35 إلى بورتوريكو، بالإضافة إلى إرسال ثمانية سفن حربية وغواصة هجومية، وأكثر من 4000 جندي بحري كجزء من حملتها ضد الكارتلات. وفي خطوة تصعيدية، أعلن الرئيس الفنزويلي أن بلاده مستعدة للانتقال إلى مرحلة الكفاح المسلح إذا تعرضت لأي هجوم أمريكي، مشيرًا إلى أن فنزويلا حاليًا في مرحلة كفاح غير مسلح، لكن أي هجوم قد يغير هذه المعادلة بشكل جذري.