تواجه الحكومة الفنلندية انتقادات حادة من قبل المعارضة بسبب موقفها من الأزمة في غزة حيث دعت الأحزاب المعارضة إلى اتخاذ خطوات ملموسة تعكس التضامن مع الشعب الفلسطيني كما طالبت بالاعتراف الرسمي بدولة فلسطين كجزء من الجهود الدولية لتحقيق السلام في المنطقة وأكدت أن هذا الاعتراف يعكس القيم الإنسانية التي تلتزم بها فنلندا في سياستها الخارجية ويدعو المعارضون الحكومة إلى إعادة النظر في سياستها الحالية والعمل على تعزيز حقوق الإنسان في فلسطين من خلال اتخاذ مواقف أكثر وضوحا في الساحة الدولية.

فنلندا ودعم الاعتراف بفلسطين: دعوة للتغيير

قال رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الفنلندي المعارض أنتي ليندتمن، إنه من الضروري على فنلندا المضي قدمًا في الاعتراف بدولة فلسطين، معتبرًا أن هذه الخطوة تمثل جزءًا أساسيًا من عملية السلام في الشرق الأوسط، وأشار إلى أهمية توحيد المواقف الخارجية للدولة لتحقيق الأهداف المرجوة في المنطقة.

في مقابلة إذاعية، انتقد ليندتمن حكومة رئيس الوزراء الفنلندي بيترى أوربو، بسبب إرسالها “إشارات غير واضحة” بشأن القضية الفلسطينية، وأعلن أن حزبه سيقدم مذكرة لحجب الثقة في البرلمان إذا لم تتخذ فنلندا خطوة التوقيع على بيان مشترك حول فلسطين في الأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، حيث أن هذا البيان من المقرر أن يُوقع في نيويورك، ويؤكد على أن الاعتراف بدولة فلسطين أمر أساسي لتحقيق “حل الدولتين”.

على الرغم من تأكيد وزيرة الخارجية الفنلندية إيلينا فالتونين نية الحكومة التوقيع، إلا أن هناك خلافات داخلية قائمة بشأن هذه الخطوة، وقد اعتبر ليندتمن أن هذا الانقسام يضعف مصداقية الحكومة في السياسة الخارجية، حيث قال: “حين يعاني الناس في غزة، لا يمكننا أن نسمح بإرسال رسائل متناقضة، فمن مصلحة فنلندا أن تكون مواقفها الخارجية موحدة”، وأشاد بموقف الرئيس الفنلندي السابق ألكسندر ستوب الداعم للاعتراف بفلسطين، مؤكدًا أن الوقت قد حان للتحرك.