بعد استقالة رئيس الوزراء الياباني شهدت الأسواق المالية تحولات كبيرة حيث تراجع الين بقوة أمام العملات الرئيسية مما أثار قلق المستثمرين في الأسواق العالمية في الوقت نفسه قفزت الأسهم اليابانية بشكل ملحوظ مع تفاعل المستثمرين الإيجابي مع احتمالات تغيير السياسات الاقتصادية في البلاد هذه التغيرات تعكس حالة من عدم اليقين ولكنها تحمل أيضًا فرصًا جديدة للمستثمرين الذين يسعون للاستفادة من التقلبات في السوق الياباني حيث تعتبر هذه الأحداث محورية في رسم مستقبل الاقتصاد الياباني ودوره في الاقتصاد العالمي.

تراجع الين الياباني بعد استقالة رئيس الوزراء

شهد الين الياباني تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم الاثنين، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا استقالته، وهو ما يفتح الباب لفترة محتملة من عدم اليقين السياسي في اليابان، رابع أكبر اقتصاد في العالم، حيث انخفض الين بنسبة 0.6% أمام الدولار ليصل إلى 148.25، كما تراجع أمام اليورو والجنيه الإسترليني إلى 173.91 و200.33 على التوالي، مسجلاً أدنى مستوياته في أكثر من عام، مما أثار قلق المستثمرين بشأن تأثير هذه التغيرات على الأسواق المحلية.

تأثير الاستقالة على الأسواق المالية

ساهم ضعف العملة اليابانية في دعم تعافٍ جزئي للدولار الأمريكي، حيث بقيت الأنظار متجهة نحو تداعيات استقالة إيشيبا على الأسواق اليابانية، وخاصة سوق السندات الحكومية، إذ أدت المخاوف السياسية إلى بيع الين وسندات الحكومة اليابانية، مما دفع بعائد السندات لأجل 30 عامًا إلى مستوى قياسي، وسط توقعات بمزيد من التقلبات حتى يتم تأكيد خليفة إيشيبا. وقد أعلن وزير الخارجية الياباني السابق توشيميتسو موتيجي عن نيته خوض سباق اختيار رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي القادم، مما زاد من حالة الضبابية في المشهد السياسي والاقتصادي.

انتعاش الأسهم اليابانية رغم القلق السياسي

في الوقت نفسه، ارتفعت الأسهم اليابانية بشكل ملحوظ في مستهل تعاملات الأسبوع، حيث قفز مؤشر “نيكي 225” القياسي بنسبة 1.8%، مقتربًا من أعلى مستوياته التي سجلها منتصف أغسطس الماضي، كما صعد مؤشر “توبكس” بنسبة 0.9%، مدعومًا بتوقعات بأن البنك المركزي الياباني سيؤجل أي خطوات جديدة لرفع أسعار الفائدة في ظل المشهد السياسي المضطرب. يرى المحللون أن مكاسب الأسهم تعود في الأساس إلى الرهانات على أن حالة عدم اليقين السياسي ستجبر بنك اليابان على الإبقاء على سياسته النقدية دون تشديد إضافي، خاصة بعد أن أبقى البنك أسعار الفائدة دون تغيير منذ يناير الماضي رغم الضغوط التضخمية.

تفتح استقالة إيشيبا الباب لفترة جديدة من الغموض السياسي في اليابان، حيث تترقب الأسواق هوية خليفة إيشيبا، ومن بين الأسماء المطروحة تبرز ساناي تاكايتشي، القيادية المخضرمة في الحزب الليبرالي الديمقراطي، التي عُرفت بانتقاداتها لسياسة رفع أسعار الفائدة، مما يزيد من حالة الترقب في الأسواق المحلية والدولية.