بعد سنوات من النزاع المستمر في سوريا، بدأ الألمان يدعون إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم حيث يرون أن الظروف قد تتحسن بعد انتهاء حكم الأسد ويعتقد الكثيرون أن العودة ستكون فرصة لبناء وطن جديد ومستقبل أفضل للسوريين الذين عانوا من ويلات الحرب لذا تتزايد النقاشات حول كيفية دعم هذه العودة وتأمين سلامة اللاجئين في بلادهم حيث يسعى الجميع إلى استعادة الأمل وإعادة الإعمار في سوريا بعد سنوات من الدمار والمعاناة.

دعوة لتعزيز العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم

دعا حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا، اليوم الاثنين، إلى تقديم المزيد من الحوافز لتشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم، مشيرًا إلى أن عودة هؤلاء اللاجئين لا تزال محدودة، وذلك على الرغم من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في أواخر عام 2024، حيث تعتبر هذه العودة خطوة مهمة نحو استقرار المنطقة، وتعزيز جهود الإعمار في سوريا.

وفقًا للبيانات التي أصدرتها وزارة الداخلية الألمانية، والتي نقلتها شبكة “دويتشه فيله”، فقد عاد 1867 سوريًا فقط إلى وطنهم بدعم من الحكومة الألمانية منذ بداية عام 2025، وهو رقم يعكس التحديات التي تواجه اللاجئين في اتخاذ قرار العودة، رغم الظروف السياسية المتغيرة في سوريا. ويعتبر تعزيز الاستقرار في المناطق التي شهدت النزاع أمرًا ضروريًا لتشجيع العودة الطوعية.

في هذا السياق، أكد مارك هنريشمان، عضو الحزب، أن الحوافز الاقتصادية المتاحة للاجئين في ألمانيا يجب أن تتوازن مع الرغبة في المساهمة في إعادة إعمار سوريا، مشددًا على أهمية التعاون في القضايا الأمنية لتعزيز الاستقرار على الأرض. من جانبه، أضاف ألكسندر تروم، المتحدث باسم سياسة الشؤون الداخلية لكتلة الحزب البرلمانية، أن السبب الأساسي للجوء، المتمثل في حكم نظام الأسد، قد انتهى، مما يفتح المجال أمام المواطنين السوريين للعودة والمشاركة الفعالة في جهود الإعمار، خاصة أولئك الذين لم يندمجوا بشكل كامل بعد في المجتمع الألماني.