تواجه أوروبا أزمة غاز خانقة تهدد استقرارها في فصل الشتاء القارس حيث تراجع المخزون بشكل ملحوظ مما يزيد من مخاوف المواطنين من ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات اللازمة للتدفئة في ظل الظروف الجوية السيئة ومع اقتراب فصل الشتاء يزداد القلق بشأن كيفية تأمين الطاقة اللازمة لتلبية احتياجات الأسر والصناعات مما يجعل الحكومات أمام تحديات كبيرة للبحث عن حلول سريعة وفعالة لمواجهة هذه الأزمة التي قد تؤثر على الاقتصاد الأوروبي بشكل عام وتستدعي تنسيقًا دوليًا لتفادي أي تداعيات خطيرة قد تنتج عن نقص الغاز في الأسواق الأوروبية.
أوروبا تحت التهديد: أزمة إمدادات الغاز في الشتاء القادم
تعيش أوروبا حالة من الترقب والقلق مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تلوح في الأفق تحذيرات روسية بشأن أزمة محتملة في إمدادات الغاز، بينما تؤكد الجهات الأوروبية أن المخزونات في وضع جيد وأن خطط التنويع تسير وفق المسار المطلوب، هذا التباين في الآراء يثير العديد من التساؤلات حول مدى استعداد القارة لمواجهة التحديات القادمة.
تحذيرات جازبروم ومخاوف من شتاء قارس
في تصريحات مثيرة، حذر أليكسي ميلر، المدير العام لشركة جازبروم، من أن أوروبا قد تواجه نقصاً حاداً في إمدادات الغاز إذا كان الشتاء قارس البرودة، حيث أشار إلى أن الوضع قد يتفاقم إذا واجهت القارة شتاءً عادياً بارداً، وهو ما قد يشكل مشكلة حقيقية، وفقاً لما ذكرته صحيفة لا إكونوميستا الإسبانية، كما أظهرت بيانات منظمة البنية التحتية للغاز في أوروبا أن ثلثي الغاز المخزن قد استهلك خلال الأشهر الخمسة الأولى من عملية الضخ.
استراتيجيات جديدة لتعزيز إمدادات الغاز
على الرغم من المخاوف، تشير الأرقام الرسمية إلى أن الاتحاد الأوروبي تمكن من ملء خزانات الغاز بنسبة 76 % حتى أواخر أغسطس 2025، وهو ما يتجاوز الحد الأدنى المطلوب، ومع ذلك، يبقى القلق قائماً بشأن كفاية هذا الاحتياطي للاستخدام خلال الشتاء، في هذا السياق، تسعى العواصم الأوروبية لتعزيز واردات الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الولايات المتحدة، حيث وقعت روما وواشنطن اتفاقاً جديداً يهدف إلى توسيع التعاون في مجال الطاقة، كما تشير بيانات حديثة إلى أن صادرات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة سجلت رقماً قياسياً في أغسطس الماضي، مع وصول 66 % من هذه الصادرات إلى أوروبا، مما يعكس تحول القارة نحو بدائل للإمدادات الروسية.