استعرض مؤتمر مستقبل الاستثمار الذي أقيم في مدينة شيامن الصينية العديد من الفرص الاستثمارية في مصر حيث تم تسليط الضوء على المشاريع الواعدة في مجالات الطاقة المتجددة والسياحة والبنية التحتية كما ناقش المشاركون كيفية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين والفرص التي يمكن أن تقدمها مصر للمستثمرين الدوليين في ظل التوجهات الجديدة للحكومة المصرية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وقد أبدى العديد من المستثمرين الصينيين اهتمامهم بالمشاركة في هذه المشاريع مما يعكس الثقة في الاقتصاد المصري وآفاقه المستقبلية حيث يمثل هذا المؤتمر منصة مثالية لتبادل الأفكار واستكشاف الفرص المتاحة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومشترك بين مصر والصين.

الاستثمار في المستقبل: رؤية جديدة للبنية التحتية

شارك حسام هيبة، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، في جلسة بعنوان “الاستثمار في المستقبل لمشروعات البنية التحتية” ضمن مؤتمر مستقبل الاستثمار (FIC)، الذي نظمته الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أنكتاد) بالتعاون مع المعرض الصيني الدولي للتجارة والاستثمار (CIFIT) بمدينة شيامن الصينية، حيث تناولت الجلسة أهمية إعادة التفكير في استراتيجيات التنمية والاستثمار.

رؤية الحكومة المصرية للتنمية المستدامة

في كلمته، أكد حسام هيبة أن النماذج التقليدية للتنمية لم تعد كافية لمواجهة التحديات الراهنة، لذا تبنت الحكومة المصرية نهجاً متكاملاً يهدف إلى بناء بنية تحتية تدعم التنمية، وخلق بيئة استثمارية جاذبة لرؤوس الأموال، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية “رؤية مصر 2030″، والتي تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة.

القطاعات الاستثمارية الواعدة

استعرض حسام هيبة أبرز القطاعات الاستثمارية التي تحظى بدعم شامل من الحكومة المصرية، مثل مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، وصناعة السيارات، وصناعة الأجهزة المنزلية، والسياحة، والتعليم، والصحة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث شهدت جميعها تدفقات استثمارية ملحوظة خلال السنوات الماضية، مما يعكس التزام الحكومة بتعزيز الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية.

التحول الرقمي ودوره في تعزيز الاستثمار

وفيما يتعلق بالجهود الحكومية في مجال التحول الرقمي، أوضح هيبة أن الحكومة استثمرت مليارات الجنيهات في تعزيز شبكات الألياف الضوئية والجيل الخامس من الاتصالات، وتوسيع نطاق الإنترنت، مما أسهم في نمو قطاعات واعدة مثل التكنولوجيا المالية، وكانت من أهم نتائج هذه الجهود نجاح الهيئة في تقديم خدمات تأسيس الأعمال بشكل رقمي، مما وفر الوقت والتكلفة على المستثمرين.

التعاون الدولي كفرصة للنمو

أكد حسام هيبة أن التعاون بين دول الشمال والجنوب سيسهم في خلق فرص استثمارية قابلة للتمويل في بيئات منخفضة المخاطر، مما يجعل الاستثمار في الاقتصادات الناشئة خياراً استراتيجياً، ويعزز من فرص النمو والتنمية المستدامة في المنطقة، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والشراكات الدولية.