شهد الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في أسعاره حيث وصل إلى قمة جديدة مدعومًا بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية والتي أثرت بشكل كبير على السوق العالمية للمعادن الثمينة يعتبر هذا الارتفاع فرصة استثمارية مميزة للكثير من المستثمرين الذين يسعون للاستفادة من العوامل الاقتصادية الراهنة والتي تؤثر على أسعار الذهب بشكل مباشر ومع تزايد المخاوف من التضخم وانخفاض العوائد على السندات الحكومية فإن الطلب على الذهب يزداد مما يعزز من مكانته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية
شهدت أسعار الذهب اليوم، الثلاثاء 9 سبتمبر، قفزة ملحوظة، حيث تجاوزت 3600 دولار للأونصة، وذلك بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة تراجعًا ملحوظًا، مما عزز التوقعات بشأن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة خلال الأسبوع المقبل. في المعاملات الفورية، ارتفع سعر الذهب بنسبة 1.3% ليصل إلى 3631.66 دولار، حيث سجل الذهب قمة جديدة عند 3636.69 دولار.
كما شهدت العقود الأميركية الآجلة للذهب، التي من المقرر تسليمها في ديسمبر، ارتفاعًا بنسبة 0.5% لتصل إلى 3670.80 دولار. وفقًا لبيتر غرانت، نائب الرئيس وكبير خبراء المعادن في شركة زانر ميتالز، فإن المعدن الأصفر قد يستمر في الارتفاع نحو مستوى يتراوح بين 3700 و3730 دولارًا في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن أي تراجع في الأسعار قد يمثل فرصة جيدة للشراء.
تأثير خفض الفائدة على سوق الذهب
تأتي هذه الزيادة في أسعار الذهب في ظل تراجع نمو الوظائف في الولايات المتحدة، حيث سجل معدل البطالة ارتفاعًا إلى 4.3%، وهو أعلى مستوى له منذ أربع سنوات. هذه الظروف تعزز من فرص خفض الفائدة خلال الاجتماع المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 16 و17 سبتمبر. وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة سي.إم.إي، يتوقع المتعاملون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس، مع إمكانية خفض أكبر بنسبة 50 نقطة أساس.
خفض الفائدة يعد عاملًا إيجابيًا للذهب، حيث يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته ويضغط على الدولار، مما يجعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين. منذ بداية العام، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 38%، مدعومة بضعف الدولار وزيادة حيازات البنوك المركزية من المعدن، بالإضافة إلى التوجه نحو التيسير النقدي وسط حالة من عدم اليقين العالمي.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
بالإضافة إلى الذهب، شهدت المعادن النفيسة الأخرى أيضًا ارتفاعات ملحوظة، حيث زادت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 1% لتصل إلى 41.39 دولار للأونصة، بينما ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.7% ليصل إلى 1382.25 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 2.1% إلى 1134.56 دولار. هذه الاتجاهات تشير إلى تزايد الاهتمام بالمعادن النفيسة كأصول آمنة في ظل الظروف الاقتصادية العالمية الحالية.
تعتبر هذه التطورات فرصة مثيرة للمستثمرين، حيث يمكن أن تؤدي التغيرات في أسعار الفائدة إلى تحركات كبيرة في سوق المعادن، مما يعكس أهمية متابعة الأخبار الاقتصادية عن كثب.