تعتبر التوصيات الاستراتيجية للأمن السيبراني أداة حيوية في رسم خريطة طريق عربية تساهم في تعزيز الحماية الرقمية للدول العربية وتساعد على مواجهة التهديدات المتزايدة التي تطرأ على الفضاء السيبراني حيث تتضمن هذه التوصيات أهمية بناء قدرات محلية متطورة وتعزيز التعاون بين الدول العربية في تبادل المعلومات والخبرات بالإضافة إلى ضرورة تطوير سياسات تشريعية فعالة تدعم الأمن السيبراني وتؤمن البنية التحتية التكنولوجية كما ينبغي التركيز على التوعية المجتمعية حول مخاطر الفضاء السيبراني وكيفية التصدي لها مما يسهم في خلق بيئة رقمية آمنة ومستدامة للجميع.
اختتام المؤتمر العربي التاسع لأمن المعلومات
اختتمت فعاليات المؤتمر العربي التاسع لأمن المعلومات، والذي أقيم في فندق نايل ريتز كارلتون بالقاهرة، حيث استمر على مدار يومي 7 و8 سبتمبر، بمشاركة عدد كبير من الخبراء وصناع القرار العرب والدوليين، بالإضافة إلى ممثلين عن كبرى المؤسسات التكنولوجية والإقليمية، وبهذه المناسبة، أكد الدكتور بهاء محمد حسن، مؤسس ورئيس المؤتمر، أن الأمن السيبراني لم يعد مجرد خيار تقني، بل أصبح ضرورة وجودية لضمان استقرار المجتمعات واستدامة التنمية.
توصيات استراتيجية لتعزيز الأمن السيبراني
أسفر المؤتمر عن 7 توصيات استراتيجية تمثل خريطة طريق لتعزيز المنظومة الرقمية العربية، حيث أكدت التوصيات على أهمية التعاون العربي والإقليمي والدولي من خلال منصات مشتركة لتبادل الخبرات، ورفع مستوى الوعي المجتمعي والمهني من خلال حملات تثقيفية ودورات تدريبية، كما دعت إلى تطوير الأطر التشريعية والتنظيمية بما يتماشى مع المستجدات العالمية، وشددت التوصيات أيضاً على ضرورة الاستثمار في الكوادر البشرية المتخصصة، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير حلول مبتكرة لحماية البنية التحتية الرقمية.
جوائز جديدة لتعزيز الابتكار في الأمن السيبراني
في سياق متصل، تم الإعلان عن إطلاق جائزة ابتكار جديدة اعتباراً من النسخة العاشرة عام 2026، والتي ستمنح لأفضل شركة تقدم حلولاً مبتكرة في الأمن السيبراني، بالإضافة إلى جائزة أخرى مخصصة لأفضل وسيلة إعلامية ساهمت في نشر الوعي السيبراني، مما يعكس التوجه نحو إشراك جميع الأطراف في تعزيز الأمن الرقمي العربي، كما شهد المؤتمر أجواء تنافسية مع إعلان نتائج بطولة Cyber Wargames Championship، حيث فاز الفريق الأردني بالمركز الأول، وحصل فريقان مصريان على المركزين الثاني والثالث.
بهذا، يعكس حجم المشاركة ورعاية المؤسسات الإقليمية والعالمية ما يمثله المؤتمر من منصة رائدة للحوار وتعزيز التعاون العربي والدولي، مما يسهم في بناء منظومة أمن رقمي قوية قادرة على حماية الاقتصاد والمجتمع ودعم التحول الرقمي المستدام في المنطقة.