في خطوة تعكس التوترات المتزايدة في العلاقات الدولية، فرضت إسبانيا تسع عقوبات على إسرائيل دعماً لغزة، مما أدى إلى أزمة دبلوماسية غير مسبوقة بين البلدين، حيث أثارت هذه العقوبات ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية، وركزت النقاشات حول حقوق الإنسان والوضع في غزة، مما يعكس التزام إسبانيا بقضية فلسطين، ويعزز من موقفها في الساحة الدولية، كما أن هذه الخطوة قد تفتح أبواب الحوار بين الدول الأوروبية وتزيد من الضغط على إسرائيل للتفاوض بشكل جاد لإنهاء النزاع المستمر، في ظل تصاعد القلق العالمي من الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
إسبانيا تعلن إجراءات صارمة ضد إسرائيل
في خطاب قوي، أعلن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن حزمة من 9 إجراءات تهدف إلى الضغط على إسرائيل، حيث تتضمن هذه الإجراءات فرض حظر قانوني دائم على بيع وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل، بالإضافة إلى منع دخول أي شخص يشارك بشكل مباشر فيما وصفه بـ “الإبادة الجماعية” ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهذا الأمر يعكس تحولًا كبيرًا في الموقف الإسباني تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
استخدام مصطلح “الإبادة الجماعية”
أفادت صحيفة الموندو الإسبانية، أن هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الحكومة الإسبانية بشكل علني مصطلح “الإبادة” لوصف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وذلك استنادًا إلى توصيف المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، وآراء العديد من الخبراء الدوليين، حيث تشير التقارير إلى أن الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 أسفرت عن مقتل أكثر من 64 ألف شخص في غزة، بينهم نحو 19 ألف طفل، جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردًا على هجمات حركة حماس والتي أسفرت عن مقتل 1,200 شخص في إسرائيل.
تفاصيل الإجراءات الإسبانية الجديدة
تتضمن الإجراءات الإسبانية المعلنة مجموعة من الخطوات الهامة، مثل إقرار مرسوم قانون عاجل يكرس الحظر الدائم على بيع وشراء الأسلحة مع إسرائيل، ومنع دخول أي شخص متورط في جرائم الحرب أو انتهاكات حقوق الإنسان في غزة، كما تم حظر استيراد منتجات المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، باعتبارها غير قانونية وفق القانون الدولي، بالإضافة إلى تقييد الخدمات القنصلية المقدمة للمواطنين الإسبان المقيمين في المستوطنات وزيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
ردود الفعل الإسرائيلية
سارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الرد على تصريحات سانشيز، متهمة إياه بمحاولة “صرف الانتباه عن فضائح فساد داخلية” من خلال حملة “معادية لإسرائيل ومعادية للسامية”، وفي خطوة تصعيدية، قررت تل أبيب منع دخول وزيرة العمل يولاندا دياز ووزيرة الشباب سيرا ريجو، المنتميتين لحزب “سومار” اليساري، حيث يعتبر ريجو من أصول فلسطينية وقضت جزءًا من طفولتها في الضفة الغربية، وفي السياق نفسه، استدعى وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، سفيرة بلاده في تل أبيب للتشاور، مندداً بما وصفه بـ “اتهامات باطلة” و”إجراءات غير مقبولة” ضد إسبانيا.