تستعد بولندا لإغلاق حدودها مع بيلاروسيا في خطوة تعكس التوترات الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة حيث تتزامن هذه الخطوة مع مناورات روسية واسعة النطاق مما يزيد من القلق الأمني بين الدول المجاورة وتأتي هذه الإجراءات كجزء من استراتيجيات الدفاع الوطني التي تعتمدها بولندا لمواجهة التحديات المحتملة وتضمن سلامة أراضيها وشعبها في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة مما يسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي في مواجهة الأزمات المتصاعدة.

بولندا تغلق حدودها مع بيلاروسيا: خطوة أمنية جديدة

أعلن رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، في تصريح له يوم الثلاثاء، أن بلاده ستقوم بإغلاق حدودها مع بيلاروسيا اعتبارًا من منتصف ليل الخميس، ويأتي هذا القرار في إطار استجابة للتهديدات المحتملة المرتبطة بانطلاق مناورات عسكرية روسية كبرى تُعرف باسم “زاباد” والتي تُعتبر من أبرز التدريبات العسكرية في المنطقة، حيث تُنظم موسكو هذه المناورات بالتعاون مع بيلاروسيا، الحليف المقرب للكرملين، كل أربع سنوات تقريبًا، وذلك لمحاكاة مواجهة عسكرية محتملة مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية.

تعزيز الإجراءات الأمنية

في سياق متصل، أفادت ليتوانيا، الدولة المجاورة، بأنها ستعزز من إجراءاتها الأمنية على طول حدودها مع بيلاروسيا وروسيا، وذلك تحسبًا لأي تهديدات قد تنجم عن هذه المناورات العسكرية، بحسب ما ذكرته صحيفة “كييف أندبندنت” الأوكرانية، ويعكس هذا التحرك القلق المتزايد في المنطقة، حيث وصف توسك هذه التدريبات بأنها “عدوانية للغاية”، مشيرًا إلى تزايد الاستفزازات من قبل روسيا وبيلاروسيا.

تفاصيل المناورات العسكرية

من المقرر أن تُجرى المناورات العسكرية من 12 إلى 16 سبتمبر الجاري، بمشاركة عشرات الآلاف من الجنود الروس والبيلاروس، بالقرب من الحدود البولندية والليتوانية، وتشمل هذه التدريبات مواقع حساسة مثل قرية غوزها البيلاروسية ومنطقة دوبروفولسك في كالينينغراد الروسية، التي تبعد كيلومترات قليلة عن أراضي الناتو، كما سيتدرب الجيشان على استخدام أنظمة صواريخ “أوريشنك” القادرة على حمل رؤوس نووية، ويعتبر “ممر سوالكي” أحد الأهداف الرئيسية لهذه المناورات، وهو شريط حدودي ضيق يفصل بين بيلاروسيا وجيب كالينينغراد، ويُعتبر نقطة استراتيجية حاسمة للناتو.

تاريخ القيود على الحدود

تجدر الإشارة إلى أن بولندا قد فرضت قيودًا على حدودها مع بيلاروسيا في السنوات الماضية، حيث أغلقت بعض المعابر الحدودية وسط توترات متزايدة مع مينسك، كما أوقفت العام الماضي استقبال طلبات اللجوء من المهاجرين القادمين عبر بيلاروسيا، متهمة السلطات هناك بتدبير أزمة الهجرة كجزء من “حرب هجينة” ضد وارسو، وتُظهر هذه التطورات مدى تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، والذي يتطلب يقظة مستمرة من جميع الأطراف المعنية.