استقرت أسعار النحاس في الأسواق العالمية مع ترقب المستثمرين لبيانات القروض الصينية التي قد تعكس اتجاه الاقتصاد الصيني وتأثيره على الطلب العالمي على المعادن كما يتابع المتعاملون أيضًا مؤشرات التضخم الأمريكي التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد سياسات الفائدة المستقبلية مما يؤثر بشكل مباشر على حركة السوق وتوجهات الأسعار في الفترة القادمة مما يجعل المتداولين حذرين في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية بناءً على هذه البيانات الاقتصادية الحيوية.

استقرار أسعار النحاس في الأسواق العالمية

حافظت أسعار النحاس على استقرارها فوق مستوى 9,900 دولار للطن في بورصة لندن للمعادن، يأتي ذلك في ظل حالة من الترقب في الأسواق لصدور بيانات القروض من الصين، أكبر مستهلك للمعادن، بالإضافة إلى أرقام التضخم في الولايات المتحدة، والتي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار أسعار الفائدة الأمريكية، وفقًا لوكالة بلومبيرج. من المتوقع صدور بيانات القروض الصينية في الفترة من 10 إلى 15 سبتمبر الجاري، بينما تتوقع الأسواق المالية خفضًا في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل، مع احتمال ضعيف لخفض بمقدار نصف نقطة.

تأثير البيانات الاقتصادية على الأسعار

من المرجح أن يؤثر تقرير التضخم الأمريكي، المقرر صدوره يوم الخميس، على احتمالية هذا الخفض الأكبر، وعادة ما يؤدي خفض الفائدة من جانب الفيدرالي إلى تراجع قيمة الدولار، مما يجعل السلع المسعرة بالدولار، مثل المعادن، أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى، وبالتالي يعزز الطلب. كما حصل النحاس على دعم إضافي من توقف مؤقت في عمليات التعدين بمنجم “جراسبرج” التابع لشركة “فريبورت-ماكموران” في إندونيسيا، والذي يعد واحدًا من أكبر مناجم النحاس في العالم، جاء هذا التوقف بعد حادث أدى إلى محاصرة عدد من العمال داخل المنجم.

الأثر المحتمل على المعروض العالمي

أعلنت الشركة أن سبعة عمال لم يتمكنوا من الإجلاء يعتقد أنهم في أمان، وأن فرق الإنقاذ تعمل على فتح الطرق المؤدية إليهم، ورغم أهمية هذا التوقف من حيث تأثيره المحتمل على المعروض العالمي، فإن أسعار النحاس واصلت التداول ضمن نطاق ضيق، ما يعكس تركيز السوق حاليًا على المؤشرات الاقتصادية الكبرى، مثل بيانات القروض الصينية وتقرير التضخم الأمريكي، أكثر من تأثير العوامل الأساسية المباشرة.

تظل أسعار النحاس في حالة من الاستقرار، مع وجود عوامل اقتصادية مؤثرة قد تحدد مسار الأسعار في المستقبل القريب، تتابع الأسواق بدقة البيانات الاقتصادية القادمة والتي قد تعكس اتجاهات جديدة في السوق.