تعتبر الصحة العالمية من أهم القضايا التي تثير القلق في الوقت الراهن حيث يتوقع الخبراء تفشي البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية خارج غزة مما يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة في المنطقة والعالم أجمع فهذه البكتيريا تمثل تحدياً حقيقياً لنظام الرعاية الصحية وقد تؤدي إلى زيادة حالات العدوى التي يصعب علاجها مما يستدعي تكثيف الجهود العالمية لمواجهة هذا الخطر والحد من انتشاره من خلال تعزيز الوعي حول أهمية استخدام المضادات الحيوية بشكل مسؤول وتحسين ظروف الرعاية الصحية في المناطق المتأثرة لذا يجب أن نكون جميعاً واعين لهذه القضية ونعمل على نشر المعلومات اللازمة لحماية مجتمعاتنا من هذا التهديد المتزايد.
تأثير مقاومة مضادات الميكروبات في غزة
خلال مؤتمر صحفي لمنظمة الصحة العالمية في القاهرة، أشار البروفيسور عبد الرؤوف المناعمة من الجامعة الإسلامية بغزة إلى الأزمة الصحية المتفاقمة في غزة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات وانهيار التشخيص. فقد أشار إلى أن الحصار المفروض على غزة أدى إلى عدم القدرة على إدخال الأدوية والتطعيمات الضرورية، مما تسبب في نفاد مستلزمات المختبرات التي لم يُسمح بدخولها، وانتهت صلاحيتها بعد أشهر من الانتظار، وهذا يزيد من مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات.
البحث العلمي حول الوضع الصحي في غزة
تم نشر بحث حول مقاومة مضادات الميكروبات وانهيار التشخيص في غزة في مجلة “لانسيت”، حيث شارك في البحث عدد من العلماء البارزين، من بينهم بلال عرفان من كلية الطب بجامعة هارفارد، والبروفيسور عبد الرؤوف المناعمة، والدكتورة هدى أبو دلال من الجامعة الإسلامية بغزة. وقد أظهر البحث أن نظام الرعاية الصحية في غزة يعاني من دمار واسع النطاق بسبب الغزو العسكري الإسرائيلي المستمر منذ أكتوبر 2023، مما أدى إلى تفشي الأمراض والحاجة الماسة إلى خدمات طبية.
حالة المستشفيات وتأثيرها على صحة المجتمع
أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل جزئيًا هو المستشفى الأهلي العربي، والذي يعتمد على مولدات الديزل لتشغيل خدماته. وقد عالج هذا المستشفى أعدادًا كبيرة من الإصابات بالرغم من الغارات الجوية المتكررة. وقد أظهرت البيانات أن هناك زيادة ملحوظة في سلالات المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، مما يشير إلى انتشار العدوى في بيئات مزدحمة. إذا لم يتم تأمين حماية المرافق الصحية وخطوط إمداد المضادات الحيوية قريبًا، فمن المحتمل أن تنتشر هذه البكتيريا المقاومة إلى مناطق أخرى، مما يزيد من خطر الأوبئة في المستقبل.