الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم جزءاً أساسياً من الاستراتيجيات الوطنية لتعزيز القدرات والخدمات الرقمية حيث تسعى الدول إلى تطوير تقنيات مبتكرة تساهم في تحسين جودة الحياة وتسهيل الوصول إلى المعلومات والخدمات المختلفة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن تحسين كفاءة العمل وزيادة الإنتاجية كما أن هذه الاستراتيجيات تساعد في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات مما يعكس أهمية الذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل رقمي مستدام يتماشى مع التطورات العالمية ويعزز من قدرة الدول على المنافسة في الساحة الدولية.
تطور الذكاء الاصطناعي في مصر: خطوات استراتيجية نحو المستقبل
يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي في مصر تطورًا ملحوظًا، حيث تعمل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تعزيز القدرات التكنولوجية، وتوجيه الجهود نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. بدأت هذه الخطوات الاستراتيجية منذ عام 2019، وأسفرت عن تقدم كبير لمصر في المؤشرات العالمية، مما يعكس التزام الدولة بتبني الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.
المحاور الأساسية لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي
تتضمن النسخة الثانية من استراتيجية الذكاء الاصطناعي عدة محاور رئيسية، تهدف إلى تحقيق أثر تنموي ملموس في مختلف القطاعات. من أبرز هذه المحاور:
المحور الأول: الموارد الحوسبية
تعمل الوزارة على توفير بنية حوسبية متقدمة لدعم الجهات الحكومية والشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، مما يسهم في تطوير الخوارزميات والمنظومات الحوسبية محليًا، ويعزز من قدرة البلاد على المنافسة في السوق العالمي.
المحور الثاني: البيانات
تركز الوزارة على تنظيم تداول البيانات وحوكمتها، مع الحفاظ على الخصوصية، لضمان الاستخدام الأمثل وحماية حقوق أصحاب البيانات، مما يساهم في خلق بيئة آمنة وموثوقة لتبادل المعلومات.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
تشمل المنظومات التطبيقية التي أطلقتها وزارة الاتصالات عدة مشاريع مبتكرة، مثل المحاكم عن بعد لتسهيل الإجراءات القضائية، والكشف المبكر عن سرطان الثدي في المستشفيات، مما يضمن توفير العلاج المبكر والمجاني، مع التركيز على الأثر المجتمعي المباشر.
المحور الثالث: القدرات البشرية والخبرات
تعمل الوزارة على توسيع وتعميق القدرات لدى العاملين في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على الإبداع والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في رفع كفاءة العمل وتعزيز الإنتاجية.
المحور الرابع: الوعي المجتمعي
تسعى الوزارة إلى نشر الوعي بفوائد الذكاء الاصطناعي والمخاطر المحتملة، لضمان الاستخدام الآمن والمسؤول للتكنولوجيا، مما يساهم في تعزيز الثقافة التكنولوجية بين جميع فئات المجتمع.
الإطار التشريعي والتنظيمي
تضع الوزارة إطارًا قانونيًا وتنظيميًا يشمل قانون حماية البيانات، الاستخدام الآمن للذكاء الاصطناعي، وسياسة البيانات المفتوحة، مما يعكس التزام الدولة بتوفير بيئة قانونية تحمي حقوق الأفراد وتعزز من استخدام التكنولوجيا.
تتضمن المبادرات والمشاريع المرتبطة بالاستراتيجية تدريب مختلف شرائح المجتمع على الذكاء الاصطناعي، بدءًا من طلاب المرحلة الابتدائية وصولًا إلى الخريجين والمهتمين، مع إدخال الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية للمرحلة الثانوية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مع خطط للتوسع في باقي المراحل لاحقًا.
كما تتعاون الوزارة مع مختلف الوزارات لبناء منظومات تطبيقية في مجالات العدالة والرعاية الصحية وغيرها، لتعظيم الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن المقرر استضافة قمة ومعرض AI Everything الشرق الأوسط وأفريقيا في مصر في فبراير 2026، لتعزيز التواصل بين المجتمع المعلوماتي الدولي والمنظومة المحلية، ونشر الوعي وتبادل الخبرات.
خاتمة
بفضل هذه الجهود المتكاملة، يظل الذكاء الاصطناعي في مصر يمثل أملًا كبيرًا لتحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس رؤية الدولة نحو مستقبل رقمي متقدم ومزدهر.