تعتبر بولندا من الدول التي تشهد توترات متزايدة مع روسيا حيث حذرت الحكومة البولندية من احتمال وقوع نزاع مفتوح قد يؤثر على الأمن الإقليمي ويهدد الاستقرار في أوروبا ويعكس هذا التحذير المخاوف من السياسات الروسية التوسعية التي تثير القلق بين الدول المجاورة وتدعو بولندا إلى تعزيز التعاون مع حلفائها في حلف الناتو لمواجهة هذه التحديات الأمنية المتزايدة ويبدو أن الوضع يتطلب مزيداً من اليقظة والتنسيق بين الدول الأوروبية لمواجهة أي تهديدات محتملة قد تأتي من الشرق مما يبرز أهمية الحوار الدبلوماسي والاستعداد العسكري في الوقت ذاته.

تصاعد التوترات بين بولندا وروسيا: خطر النزاع المفتوح

حذّرت بولندا وحلفاؤها من احتمال نشوب “نزاع مفتوح” مع روسيا، وذلك بعد خرق نحو عشرين طائرة مسيّرة يُعتقد أنها تابعة للجيش الروسي المجال الجوي البولندي، وهو ما استدعى تدخل طائرات حلف شمال الأطلسي “الناتو” لمراقبة الوضع، وأثارت هذه الحادثة ردود فعل قوية من الغرب، حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الوضع بأنه “خطر حقيقي” لتوسع النزاع الأوكراني، في حين نفت موسكو أي مسؤولية عن الحادث.

ردود الفعل الدولية

في بيان مقتضب، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صحة الاتهامات الموجهة لموسكو، مشيراً إلى أن “ما قصة روسيا وانتهاكها المجال الجوي البولندي بطائرات مسيّرة؟ ها نحن نبدأ من جديد!”، ومن جهته، أشار رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى أن 19 طائرة مسيّرة على الأقل خرقت أجواء بلاده ليلاً، مما استلزم إقلاع طائرات مقاتلة بولندية، وأكد أن هذه “العملية الروسية” قد تقرّب بولندا من نزاع مفتوح أكثر من أي وقت مضى منذ الحرب العالمية الثانية.

الاتهامات والردود الروسية

فيما يتعلق بالحادثة، عُثر على 14 طائرة مُسيّرة، وقد صرحت وزارة الداخلية البولندية بأنها عثرت على حطام مقذوف مجهول الهوية، كما أفادت بتضرر منزل وسيارة في شرق بولندا، وقد أكّد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن هذا لم يكن حادثاً، وندد بـ”هجوم غير مسبوق” ليس فقط على الأراضي البولندية ولكن أيضاً على أراضي حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بينما نفت روسيا قطعياً الاتهامات، مشيرةً إلى عدم وجود خطط لمهاجمة أهداف بولندية، واتهمت بولندا بالسعي إلى “مفاقمة” الوضع.

دعوات للتعاون وتعزيز الدفاعات

في ختام اليوم، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن ثماني طائرات روسية مُسيّرة على الأقل “وُجّهت نحو بولندا”، مؤكداً على “استهداف متعمد”، وأشار إلى أهمية إنشاء نظام دفاع جوي مشترك بين أوكرانيا وشركائها لضمان تدمير هذه الطائرات، وفي الوقت نفسه، عبّر عن أسفه إزاء “عدم اتخاذ أي إجراء” من الزعماء الغربيين، داعياً إلى ردود فعل أكثر حزماً مما تم تقديمه حتى الآن.