تشهد أسعار الذهب في الوقت الحالي ارتفاعات ملحوظة تقترب من أعلى مستوياتها التاريخية حيث تساهم التوقعات المتزايدة بخفض الفائدة الأميركية في تعزيز جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين مع تزايد المخاوف الاقتصادية العالمية مما يجعل الذهب خياراً مثالياً لحماية الثروات في ظل التقلبات المالية المستمرة ويعكس هذا الوضع اهتماماً متزايداً من قبل المتداولين في الأسواق المالية بالاستثمار في الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة في أوقات الشكوك الاقتصادية المتزايدة مما يعزز الطلب على المعدن النفيس في الأسواق العالمية ويؤكد أهمية متابعة أسعار الذهب بشكل دوري للتفاعل مع هذه التغيرات المتسارعة.
تذبذب أسعار الذهب: توقعات خفض الفائدة تدعم المعدن النفيس
تتأرجح أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها التاريخية، حيث شهدت زيادة ملحوظة بدعم من التوقعات حول خفض معدلات الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفدرالي الأميركي الأسبوع المقبل، وذلك بعد صدور بيانات تضخم أميركية أظهرت ضعفاً أكبر من المتوقع، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق
في المعاملات الفورية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.6% لتصل إلى 3647.94 دولار للأونصة، في الساعة 2:18 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها عند 3673.95 دولار يوم الثلاثاء. أما العقود الأميركية الآجلة للذهب، فقد استقرت عند 3682 دولاراً عند التسوية، مما يعكس حالة من الاستقرار النسبي في السوق. تزامن هذا الارتفاع مع تراجع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع خلال شهر أغسطس، وهو ما يعكس انخفاض تكاليف الخدمات كما أظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية.
التوقعات المستقبلية ودعم السوق
علق محلل السوق، فؤاد رزاق زادة، من City Index وFOREX.com، على الوضع قائلاً إن أي ضعف إضافي في البيانات الأميركية من المتوقع أن يدعم أسعار الذهب، مشيراً إلى احتمالية إجراء أكثر من خفضين لمعدلات الفائدة قبل نهاية العام. في بيئة معدلات الفائدة المنخفضة، تزداد جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً، خاصةً في ظل عدم اليقين السياسي والاقتصادي. تشير الأسواق إلى احتمال بنسبة 90% لخفض معدل الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع الاحتياطي الفدرالي يومي 16 و17 سبتمبر، مع احتمالات ضئيلة لخفض أكبر، وفقاً لأداة FedWatch التابعة لـ CME.
المعادن الثمينة الأخرى وتوقعات السوق
في سياق متصل، تعززت ثقة السوق في تخفيف السياسة النقدية بعد التقرير الضعيف عن الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، والذي أظهر تباطؤاً في سوق العمل. كما خفّضت وزارة العمل تقديرات نمو الوظائف، مما يشير إلى أن النمو كان يتباطأ قبل فرض الرسوم الجمركية. في الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.8% لتصل إلى 41.21 دولار للأونصة، كما زاد البلاتين بنسبة 1.7% إلى 1391.80 دولار، وارتفع البلاديوم بنحو 3% إلى 1180.81 دولار، مما يعكس حالة من الانتعاش في سوق المعادن الثمينة.
تتجه الأنظار الآن إلى قراءة مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة المرتقبة يوم الخميس، والتي ستكون حاسمة في تحديد موقف الاحتياطي الفدرالي من السياسة النقدية، حيث يتوقع الخبراء أن يبرز مستوى 3750 دولارًا كمستوى مقاومة مهم، مما قد يقرب المعدن النفيس من 3900 دولار بنهاية العام.