شهدت أسعار الذهب تراجعاً ملحوظاً نتيجة للضغوط التي يمارسها الدولار الأمريكي وجني الأرباح من قبل المستثمرين حيث يترقب السوق بيانات التضخم الأمريكية التي قد تؤثر بشكل كبير على قرارات الفيدرالي الأمريكي في المستقبل القريب يتطلع الكثيرون إلى معرفة كيف ستؤثر هذه البيانات على أسعار الذهب في الأسابيع المقبلة حيث تتزايد المخاوف من تبعات ارتفاع التضخم على الاقتصاد العالمي مما يزيد من أهمية متابعة تحركات الأسواق المالية بصفة عامة وتأثيرها على المعدن الأصفر بشكل خاص.
تراجع أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية
شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والبورصة العالمية تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم الخميس، حيث تأثرت هذه الأسعار بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، بالإضافة إلى موجة جني الأرباح التي شهدتها الأسواق، في وقت يتطلع فيه المستثمرون إلى صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة، والتي من المتوقع أن تؤثر على مسارات السياسة النقدية المقبلة، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
تفاصيل التراجع في الأسعار
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب تراجعت بمقدار 25 جنيهًا مقارنة بأسعار أمس، حيث سجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4870 جنيهًا، كما تراجعت الأوقية بنحو 25 دولارًا لتصل إلى 3621 دولارًا. وأوضح أن عيار 24 سجل 5566 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 4174 جنيهًا، وسجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3247 جنيهًا، مع استقرار سعر الجنيه الذهب عند 38960 جنيهًا.
ضغوط الدولار وتأثيرها على السوق
تواجه أسعار الذهب ضغوطًا قوية نتيجة لارتفاع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، فضلًا عن عمليات جني الأرباح التي يقوم بها المستثمرون، ومع ذلك، يبقى بقاء الأسعار فوق مستوى 3600 دولار مؤشرًا على استمرار موجة الصعود، خاصة بعد البيانات الأمريكية التي أظهرت تراجعًا مفاجئًا في أسعار المنتجين وضعفًا في سوق العمل.
أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي بأن مؤشر أسعار المنتجين هبط إلى 2.6% في أغسطس مقابل 3.3% في يوليو، مما يعزز الرهانات على خفض الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه المقبل.
التوترات الجيوسياسية ودورها في دعم الذهب
تترقب الأسواق اليوم بيانات إعانات البطالة ومؤشر أسعار المستهلك، الذي سيكون له تأثير كبير على توقعات سياسة الفائدة، رغم أن أي قراءة قوية قد تدعم الدولار على حساب الذهب، إلا أن التوترات الجيوسياسية في أوكرانيا وأوروبا الشرقية تظل عوامل داعمة للمعدن النفيس كملاذ آمن.
بينما تواصل أسواق الأسهم الأمريكية واليابانية تحقيق مكاسب قياسية، قد يكون لذلك تأثير على حيازات المستثمرين من الذهب، إذ سجل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك» مستويات تاريخية جديدة، مما يعكس حالة من التقلبات في الأسواق.
في ظل هذه الظروف، يبقى الذهب محاصرًا بين ضغوط المدى القصير ودعائم المدى الطويل، مع انتظار الأسواق لحسم الفيدرالي الأمريكي اتجاه سياسته النقدية في الاجتماع المقبل.