شهد البرلمان الإيطالي أمس شجارًا حادًا بين النواب حيث اتهمت نائبة وزير الخارجية بأنه يقوم بدور مؤثر لصالح إسرائيل مما أثار جدلًا واسعًا حول السياسة الخارجية الإيطالية وعلاقتها بالدولة العبرية وقد تعالت الأصوات داخل القاعة مع تبادل الاتهامات بين الطرفين مما يعكس التوترات الحالية في الساحة السياسية الإيطالية ويطرح تساؤلات حول تأثير هذه التصريحات على العلاقات الدولية وأهمية موقف إيطاليا في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وكيف يمكن أن تؤثر هذه الأحداث على الرأي العام الإيطالي في المستقبل القريب.

مشادة سياسية في مجلس الشيوخ الإيطالي: اتهامات خطيرة ضد وزير الخارجية

شهد مجلس الشيوخ الإيطالي، يوم الخميس، مشادة سياسية حادة بعد أن وجهت النائبة أليساندرا مايورينو، عضوة مجلس الشيوخ عن حركة 5 نجوم، اتهامًا غير مسبوق إلى وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء أنطونيو تاجاني، حيث قالت “بناءً على ما سمعته منك اليوم، أعتقد أنك تؤدي دور مؤثر مدفوع الأجر لصالح الحكومة الإسرائيلية”، مما أثار ردود فعل متباينة داخل المجلس.

ردود فعل متباينة

وفقًا لوكالة نوفا الإيطالية، جاء هذا التصريح الصادم بعد كلمة تاجاني التي تناول فيها مواقف إيطاليا في القضايا الدولية، وخاصة فيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما أثار غضب النائبة الإيطالية ودفعها لإطلاق هذه الاتهامات داخل القاعة. وفي المقابل، رفض تاجاني بشدة هذه التصريحات، مؤكدًا أنه لم يستخدم يومًا مثل هذه اللغة العنيفة، وأن هذا النوع من الكلام يُغذي الكراهية ويضر بالنقاش الديمقراطي، كما ذكر أنه شخصية نزيهة وتخلى سابقًا عن مكافأة نهاية خدمته كمفوض أوروبي والتي بلغت نصف مليون يورو، نافيًا أي شبهة تلقي أموال أو خدمة أي طرف خارجي.

دعوات للحوار البناء

أما رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي، إيناسيو لا روسا، فقد أعرب عن استنكاره لهذا الشجار ولكنه قرر عدم اتخاذ إجراء تأديبي رسمي ضد النائبة، واكتفى بتوجيه إدانة سياسية لما قيل، داعيًا جميع أعضاء المجلس إلى الالتزام بضبط النفس والحوار البناء. من جانبه، اعتبر ماوريتسيو جاسباري، رئيس كتلة “فورزا إيطاليا”، أن ما صدر عن النائبة “سلوك غير مقبول”، مشيرًا إلى أن اجتماع قادة الكتل البرلمانية عُقد خصيصًا لإعلان رفضهم لهذا النوع من التصريحات المسيئة. يأتي هذا التوتر في ظل انقسام واضح داخل الساحة السياسية الإيطالية بشأن الموقف من الحرب في غزة وعلاقة روما مع تل أبيب، حيث ترى بعض الأحزاب أن الحكومة الحالية تتخذ موقفًا منحازًا لصالح إسرائيل.