استدعت إسبانيا القائم بأعمال السفارة الروسية في مدريد على خلفية التطورات الأخيرة المتعلقة ببولندا حيث تشهد العلاقات الدولية توترات متزايدة نتيجة للأحداث السياسية في المنطقة وقد أعربت إسبانيا عن قلقها من التصعيد المحتمل وتأثيره على الأمن الأوروبي مما جعلها تتخذ خطوات دبلوماسية لتعزيز الحوار والبحث عن حلول سلمية لهذه الأزمات المتعاقبة وهذا يعكس دور إسبانيا كدولة فاعلة في الساحة الدولية وحرصها على الاستقرار في أوروبا عبر التواصل المباشر مع الأطراف المعنية لضمان عدم تفاقم الأوضاع الراهنة.

إدانة إسبانية لانتهاك روسيا للمجال الجوي البولندي

استدعى وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، اليوم القائم بأعمال السفارة الروسية في مدريد، لتسليمه إدانة الحكومة الإسبانية لانتهاك روسيا المجال الجوي البولندي، حيث استخدمت روسيا حوالي عشرين طائرة من دون طيار، وقد وصفهذا التصرف بأنه “غير مقبول” على الإطلاق، مما يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، ويؤكد على موقف إسبانيا الثابت في دعم سيادة الدول الأخرى.

تكرار الاستدعاءات الدبلوماسية

تعتبر هذه المرة الثانية التي تستدعي فيها الحكومة الإسبانية القائم بأعمال السفارة الروسية خلال أقل من شهر، حيث كانت المرة الأولى في 28 أغسطس الماضي، احتجاجًا على الهجوم الروسي على بعثة الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا، والذي أسفر عن مقتل عشرة مدنيين في كييف، وفقًا لما ذكرته صحيفة لابانجورديا الإسبانية. هذه الاستدعاءات تؤكد على القلق المتزايد من قبل الدول الأوروبية تجاه تصرفات روسيا، وتسلط الضوء على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التهديدات الأمنية.

ردود الفعل الدولية

في سياق متصل، أسقطت بولندا الطائرات بدون طيار بدعم من طائرات حلف شمال الأطلسي، مما يجعلها المرة الأولى التي يطلق فيها عضو من الحلف نيرانًا خلال الحرب الروسية الأوكرانية، من جانبها، أكدت موسكو أنها لم تكن تخطط لاستهداف أهداف داخل الأراضي البولندية، بينما وصف رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، الحادث بأنه “أقرب لحظة نزاع مفتوح منذ الحرب العالمية الثانية”، لكنه أضاف أنه لا يرى سببًا للاعتقاد بأن “نحن على شفا حرب”. من جهة أخرى، وصفت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحرك روسيا بأنه “متهور للغاية”، ولكنها لم تؤكد ما إذا كان الحادث يعد هجومًا كما تزعم بولندا.

وفي خطوة مماثلة، وجهت حكومة أمستردام استدعاء للسفير الروسي لديها، وذلك على خلفية انتهاك المجال الجوي البولندي، مما يعكس تضافر الجهود الأوروبية لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة، ويعزز من أهمية التنسيق الدبلوماسي بين الدول الأوروبية لمواجهة التحديات الراهنة.