يعتبر نهر الفرات من أهم الموارد المائية في العراق حيث يواجه البلاد أزمة مائية غير مسبوقة في الوقت الراهن يعاني الفلاحون من تراجع كبير في منسوب المياه مما يؤثر سلباً على الزراعة ويزيد من معاناة السكان المحليين تتزايد المخاوف من تأثير هذا الوضع على الأمن الغذائي واستدامة الموارد المائية في المستقبل مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا المورد الحيوي الذي يعد شريان الحياة للعديد من المجتمعات العراقية في ظل هذه الظروف الصعبة يتعين على الحكومة والمجتمع الدولي التعاون لحل هذه الأزمة وتحقيق إدارة مستدامة للمياه لضمان مستقبل أفضل للعراق وشعبه.

أزمة جفاف غير مسبوقة في العراق

يشهد العراق حالياً أزمة جفاف غير مسبوقة، حيث تراجع منسوب نهر الفرات بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ عقود، ويصف الخبراء الوضع بأنه “أسوأ أزمة مائية في تاريخ البلاد”، بسبب تأثيرات تغير المناخ، التي تساهم في تفاقم المشكلة بشكل كبير.

تداعيات الأزمة على البيئة

تتجلى آثار هذه الأزمة بشكل خاص في جنوبي العراق، حيث أدى الانخفاض الكبير في تدفق المياه إلى تفاقم التلوث وانتشار الطحالب بشكل كثيف، مما يهدد الحياة البيئية داخل النهر، كما أن المسؤولين العراقيين يحملون السدود التركية مسؤولية تقليص كميات المياه المتدفقة عبر دجلة والفرات، اللذين يعتبران شريان الحياة الرئيس للبلاد منذ آلاف السنين.

الوضع المائي الحالي

وفي هذا السياق، أكد حسن الخطيب، أستاذ بجامعة الكوفة، أن نهر الفرات سجل أدنى منسوب مياهه منذ عقود، خاصة في جنوب العراق، محذراً من أن هذا الوضع أربك النظام البيئي للنهر، وفتح المجال لتوسع نباتات ضارة مثل زهرة النيل، من جهة أخرى، أشار المتحدث باسم وزارة الموارد المائية، خالد شمال، إلى أن العراق يعيش حالياً بأقل مخزون مائي في تاريخه، حيث لا تتسلم البلاد سوى 35% من حصتها المفترضة من مياه دجلة والفرات، كما انخفض مخزون المياه في البحيرات الاصطناعية من 10 مليارات متر مكعب إلى أقل من 8 مليارات.

جهود الحكومة لمواجهة الأزمة

تسعى السلطات العراقية لمواجهة هذه الأزمة عبر إطلاق كميات إضافية من الخزانات المائية لتأمين تدفق مستمر في مجرى الفرات، إلا أن الخبراء يرون أن هذه الحلول قد لا تكون مستدامة على المدى البعيد، وفي نفس السياق، حذرت وزارة البيئة العراقية من تدهور جودة المياه في محافظات كربلاء والنجف وذي قار، حيث تم رصد مساحات واسعة من الطحالب وأزهار نبات ورد النيل، الذي يمتص كميات كبيرة من المياه ويمنع وصول الضوء والأكسجين الضروريين للحياة المائية، رغم ذلك، أوضحت الوزارة أن مديريات الماء في مدن الفرات الأوسط تعتمد آليات دقيقة لمعالجة المياه، لضمان صلاحيتها للاستخدام البشري وفق المعايير القياسية المعتمدة.