بعد هجمات 11 سبتمبر، عاش طاقم الرئاسة الأمريكية تجارب لا تُنسى خلال ثماني ساعات في الجو حيث كانت الأجواء مشحونة بالتوتر والقلق بينما كان الرئيس والمسؤولون يسعون إلى اتخاذ قرارات سريعة في ظل حالة من الفوضى والارتباك، تحدث الطاقم عن مشاعر الخوف والقلق التي سادت تلك اللحظات، وكيف كانت الاتصالات مع الجهات الأمنية تتواصل بشكل متسارع، كما رووا تفاصيل مثيرة عن كيفية إدارة الأزمات في ظل الظروف الصعبة، حيث كانت تلك الساعات تمثل تحديًا حقيقيًا للقيادة الأمريكية في مواجهة واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ البلاد، وتبقى ذكريات تلك اللحظات محفورة في أذهانهم كدليل على قوة الإرادة في مواجهة الأزمات.
أحداث 11 سبتمبر: شهادة من داخل الطائرة الرئاسية
في الساعات الثماني التي تلت هجمات 11 سبتمبر 2001، كان المجال الجوي الأمريكي خالياً تماماً من الطائرات، إذ كانت طائرة بوينج 747 زرقاء وبيضاء تحمل رقم الذيل 29000 تحلق على ارتفاع ثمانية أميال فوق شرق الولايات المتحدة، وعلى متنها نحو 65 راكباً من أفراد الطاقم والصحافة، بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي الـ43 جورج دبليو بوش، وكان على متنها أيضاً 70 وجبة غداء و25 رطلاً من الموز.
جدل حول العودة إلى واشنطن
نشرت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية شهادات حية من الركاب، حيث دارت مناقشات حادة بين الرئيس بوش ومستشاريه حول الخيارين المتضاربين: العودة إلى واشنطن لطمأنة الأمة أو الحفاظ على سلامة الرئيس. كان الرئيس وفريقه في خضم محاولة فهم تداعيات أسوأ هجوم على الأراضي الأمريكية، بينما كانت المعلومات المتاحة تتدفق بشكل متقطع. وفي خضم هذا الاضطراب، واجه بوش صعوبة في الاتصال بعائلته أو الوصول إلى نائبه ديك تشيني، الذي كان متحصناً في ملجأ بالبيت الأبيض.
مشاعر الركاب وتأثير اللحظة التاريخية
تعد قصة تلك الساعات الاستثنائية وما مر به من كانوا على متن الطائرة من مشاعر وأفكار تجربة غير مسبوقة، حيث كان الركاب معزولين في السماء، ترافقهم ثلاث مقاتلات F-16 تطير بسرعة تقارب سرعة الصوت. “بوليتيكو” قامت بنشر روايات شفهية مبنية على أكثر من 40 ساعة من المقابلات مع أكثر من 20 من الركاب وأفراد الطاقم والصحفيين، حيث تحدث العديد منهم علنًا لأول مرة عن أحداث ذلك اليوم.
شهادات مؤثرة من داخل الطائرة
-
كارل روف، مستشار كبير في البيت الأبيض، قال: “كنت واقفاً خارج المدرسة الابتدائية، وعندما رن هاتفي، أخبرت الرئيس بما قيل لي، ورفع حاجبيه وكأنه يقول: احصل على مزيد من المعلومات”.
-
ساندي كريس، من غرفة الإعلام، شهدت لحظة صادمة عندما اندفع الجميع لمشاهدة الطائرة الثانية وهي تصطدم بالبرج.
-
النائب آدم بوتنام، الذي كان نائبًا مبتدئًا، وصف كيف كانوا يجتمعون حول التلفاز عندما شهدوا الطائرة الثانية تضرب البرج.
تلك الشهادات تسلط الضوء على كيف تأثرت الحياة السياسية الأمريكية بتلك اللحظة التاريخية، وكيف شكلت تلك الأحداث مسار البلاد في السنوات التالية.