أثار غضب الإسبان من حرب غزة ردود فعل قوية في مختلف الأوساط حيث تعرض فريق إسرائيلي لموقف محرج خلال سباق دراجات في إسبانيا مما دفعه لتبديل ملابسه في محاولة للتخفيف من حدة الانتقادات التي واجهها بسبب الوضع الراهن في غزة وقد عكست هذه الحادثة التوترات السياسية والاجتماعية التي ترتبط بالنزاع المستمر وأظهرت كيف يمكن للرياضة أن تكون ساحة تعبير عن الآراء والمواقف تجاه الأحداث العالمية مما يعكس تأثير الأحداث السياسية على الحياة اليومية للناس في مختلف البلدان.

دعوة لعقوبات رياضية على إسرائيل: موقف إسبانيا من الأحداث في غزة

دعت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، بيلار أليجريا، إلى فرض عقوبات رياضية على إسرائيل، مشابهة لتلك التي تم تطبيقها على روسيا بعد الحرب في أوكرانيا، حيث أكدت أن مشاركة الفرق الإسرائيلية في البطولات الدولية، مثل طواف إسبانيا للدراجات، لم تعد مقبولة في ظل ما وصفته بـ “الإبادة الجماعية” في غزة، وأشارت إلى ضرورة اتخاذ موقف قوي من قبل الهيئات الرياضية الدولية.

في تصريحاتها لقناة “كادينا سير” الإسبانية، وصفت أليجريا الوضع في غزة بأنه مجزرة، حيث يتعرض الأطفال والرضع للموت جوعًا، مع تسجيل أكثر من 60 ألف حالة وفاة، وأكدت على أهمية أن تتبنى الرياضة موقفًا مشابهًا لما حدث مع روسيا، داعية الاتحاد الدولي للدراجات واللجنة الأولمبية الدولية إلى اتخاذ قرار واضح يعكس هذه المأساة.

تصاعد الاحتجاجات وتأثيرها على البطولات الرياضية

مع استمرار مسابقة إسبانيا للدراجات، شهدت البطولة احتجاجات شبه يومية مؤيدة لفلسطين، تستهدف فريق إسرائيل بريمير تيك، ورغم أن الفريق اضطر لتغيير قميصه وحذف أي إشارة لإسرائيل حرصًا على سلامة اللاعبين، إلا أن هذه الخطوات لم توقف التظاهرات، مما أجبر المنظمين على تقليص بعض مراحل السباق، مما يعكس التوتر الرياضي وتأثيره على الأحداث الدبلوماسية الأوسع.

أزمة دبلوماسية بين إسبانيا وإسرائيل

تظهر هذه التوترات الرياضية أزمة دبلوماسية أعمق بين مدريد وتل أبيب، خاصة بعد أن اعترفت حكومة بيدرو سانشيز بدولة فلسطين في مايو 2024، وأعلنت عن إجراءات جديدة لإنهاء ما وصفته بـ “الإبادة” في غزة، بينما تتهم إسرائيل إسبانيا بالتحيز وبتنفيذ حملة معادية لها، وسط انقسام أوروبي واضح بين الدول الداعمة للموقف الإسباني، وأخرى، مثل ألمانيا، التي تساند تل أبيب.

كما دعت إسبانيا الاتحاد الأوروبي إلى قطع شامل للعلاقات مع إسرائيل، متهمة إياها بارتكاب انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان، وفي المقابل، أعلنت المفوضية الأوروبية عن مقترحات لفرض عقوبات اقتصادية وتعليق جزئي للاتفاقات التجارية، مما يعكس تحولًا كبيرًا في موقف أوروبا من العدوان الإسرائيلي المتواصل.