في قلب العاصمة الإيطالية روما تم اكتشاف كنز مذهل تحت مترو المدينة حيث عثر الباحثون على ميداليات برونزية تعود للقرن الخامس عشر وتعتبر هذه الميداليات من القطع الأثرية النادرة التي تعكس تاريخ تلك الفترة العريقة في الثقافة الإيطالية هذه الاكتشافات تسلط الضوء على أهمية التنقيب في المناطق الحضرية وتفتح أبواباً جديدة لفهم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في ذلك الزمن كما أن الميداليات تحمل رموزاً ومعاني تعكس الفنون والحرف اليدوية التي كانت سائدة في القرون الوسطى مما يجعل هذا الكنز تحت مترو روما حدثاً تاريخياً يستحق المتابعة والاهتمام.
اكتشاف ميداليات برونزية نادرة في قلب روما
أعلنت وزارة الثقافة الإيطالية عن اكتشاف مدهش تمثل في ثلاث ميداليات برونزية نادرة تحمل صورة البابا بولس الثاني، تعود للقرن الخامس عشر، وذلك خلال أعمال الحفر المتعلقة بإنشاء خط مترو جديد في ساحة فينيسيا، الواقعة في وسط العاصمة روما، وفقًا لما ذكرته صحيفة كرونيستا الإسبانية. هذا الاكتشاف يسلط الضوء على تاريخ روما الغني ويعكس أهمية المدينة كمركز ثقافي وتاريخي.
تفاصيل الاكتشاف التاريخي
تشير التقارير إلى أن الميداليات وُجدت داخل مزهرية صغيرة تحت موقع قصر فينيسيا السابق، الذي تم تشييده بأمر من البابا عام 1467، وتم نقله في أوائل القرن العشرين أثناء إعادة تصميم الساحة. دانييلا بورو، المشرفة على آثار روما، وصفت هذا الاكتشاف بأنه يكشف عن ممارسة رمزية مرتبطة بالبناء في عصر النهضة، حيث كان إخفاء مثل هذه القطع يعتبر طقسًا يجلب الحظ والبركة للمباني الجديدة.
أهمية الاكتشاف ورؤيته المستقبلية
كما أكدت عالمة الآثار مارتا بومخارتنر أن تقليد وضع العملات أو الميداليات في أساسات القصور والكنائس يعود إلى قرون سابقة، وهو جزء من الطقوس المعمارية ذات البعد الديني. لويجي لا روكا، رئيس إدارة الوصاية بوزارة الثقافة، أشار إلى أن قيمة هذا الاكتشاف لا تقتصر على الجانب التاريخي فقط، بل تعكس أيضًا عمق الطبقات الأثرية الفريدة في العاصمة الإيطالية. من المتوقع عرض هذه الميداليات لاحقًا في محطة مترو ساحة فينيسيا المستقبلية، التي يجري العمل عليها منذ عام 2007 كجزء من الخط C، وذلك في خطوة تهدف إلى “إعادة هذه الكنوز إلى المدينة وإتاحتها أمام سكانها وزوارها”.
هذا المشروع الهندسي الضخم يُعتبر من أعقد مشروعات البنية التحتية في روما، حيث تصل أعماق المحطة إلى 45 مترًا وجدرانها الاستنادية إلى 85 مترًا، وتستمر أعمال الحفر والتنقيب حتى عام 2030 على الأقل، مما يبرز التزام إيطاليا بالحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي.