تسعى اليونان جاهدة للكشف عن 500 ألف مصيدة غير قانونية للأخطبوط في قاع البحر حيث تشكل هذه المصائد تهديدًا كبيرًا للبيئة البحرية وتنوع الحياة البحرية في المنطقة تعمل السلطات اليونانية على تنفيذ عمليات تفتيش دقيقة لضمان حماية الأخطبوط وحماية الثروة السمكية المحلية من الاستنزاف وتأتي هذه الجهود في إطار التزام البلاد بالحفاظ على البيئة البحرية وتعزيز الاستدامة من خلال مكافحة الصيد غير القانوني الذي يؤثر سلبًا على النظام البيئي البحري ويعكس أهمية التعاون بين الجهات الحكومية والمجتمعات المحلية لتحقيق أهداف الحفاظ على البيئة البحرية.

إنقاذ الأخطبوط: جهود مثيرة في بحر إيجة

هتف طاقم سفينة “سي إيجل” بفرح عندما ظهرت كائنات مدهشة من الأعماق، حيث انطلق الأخطبوط من وعاء بلاستيكي بعد انتشاله من قاع البحر في شمال اليونان، هذا الكائن الرخوي الذي كان محاصراً في مصيدة غير قانونية، مد أذرعه بحرية قبل أن يُعاد إلى مياه بحر إيجة ليعود طليقاً في بيئته الطبيعية، هذه اللحظة تعكس جهود متطوعي منظمة “سي شيبرد” الذين يعملون بلا كلل لحماية هذه الكائنات الرائعة.

منذ بداية يوليو، تمكن المتطوعون من انتشال الآلاف من المصائد غير القانونية، حيث أنقذوا أكثر من 1500 أخطبوط، في محاولة جادة لمواجهة الصيد الجائر الذي يهدد هذه الأنواع البحرية، كما أن هذه الأنشطة تسهم في الحد من التلوث المتزايد في البحار اليونانية، ومع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، حيث يقدر نشطاء والسلطات أن هناك ما يصل إلى نصف مليون مصيدة لا تزال في قاع البحر، تلبي الطلب المتزايد على الأخطبوط.

أكد القبطان أليكس كورنيليسن، الرئيس التنفيذي لمنظمة “سي شيبرد”، أن الأرقام مذهلة حقاً، حيث تم انتشال كميات هائلة من المصائد، وتستمر هذه المصائد في استدراج فرائسها عبر وضع أوانٍ مثقلة بالحجارة، وهو أسلوب محظور خلال موسم تكاثر الأخطبوط، ومع ذلك، يواصل بعض الصيادين إضافة المزيد منها، مما يهدد التوازن البيئي في المنطقة، حيث انتشل طاقم “سي إيجل” 288 كيلومتراً من الحبال المتصلة بالمصائد، مما يبرز أهمية العمل المستمر للحفاظ على البيئة البحرية، كما تقول فاليا ستيفانوداكي: “إنها سلسلة مكونة من أصغر مخلوق في البحر إلى أكبرها، وعندما تنكسر هذه السلسلة، ينهار كل شيء”.