
السفير محمد العرابى يعتبر القرار الأممى بحل الدولتين علامة فارقة فى جهود إحياء السلام حيث يعكس التزام المجتمع الدولى بدعم الحلول السلمية للنزاع القائم ويعزز من فرص تحقيق الاستقرار فى المنطقة ويؤكد على أهمية الحوار والتفاوض كوسيلة لحل القضايا المعقدة كما أن هذا القرار يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين الأطراف المعنية ويعكس رغبة حقيقية فى بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة من خلال تحقيق العدالة والسلام الشامل والدائم مما يسهم فى تعزيز الأمن والتنمية المستدامة فى المنطقة بأسرها.
أهمية قرار الأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية
أكد السفير محمد العرابي، رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية ووزير الخارجية الأسبق، أن اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لقرار “إعلان نيويورك” حول تسوية القضية الفلسطينية وحل الدولتين يمثل علامة فارقة في جهود المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام، حيث يعكس هذا القرار الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي، ويبعث برسالة قوية مفادها أن استمرار الاحتلال لم يعد مقبولًا، وأن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني تحظى بإجماع دولي واسع لا يمكن تجاهله أو الالتفاف عليه.
توقيت القرار ودلالاته
أوضح العرابي في تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن القرار يأتي في وقت بالغ التعقيد، حيث تواجه المنطقة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وما نتج عنه من كارثة إنسانية غير مسبوقة، لذا فإن تأكيد الأمم المتحدة على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة يفتح نافذة أمل للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية والإسلامية، ويعيد القضية الفلسطينية إلى قلب الأجندة الدولية بعد سنوات من محاولات التهميش، مما يعزز من موقف الفلسطينيين في الساحة الدولية.
مسؤولية المجتمع الدولي
أضاف العرابي أن الدور الذي قامت به فرنسا والمملكة العربية السعودية في صياغة هذا الإعلان يستحق الإشادة، فهو يعكس مسؤولية دولية مشتركة، ويبين وعي المجتمع الدولي بأن استمرار الصراع دون حل عادل سيظل مصدرًا للتوتر وعدم الاستقرار، ليس فقط في المنطقة بل على المستوى العالمي، كما أكد على ضرورة تبني المجتمع الدولي خارطة طريق واضحة تشمل وقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق سراح الرهائن، ورفع الحصار، والبدء بخطوات عملية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، مما يدل على إدراك متزايد لضرورة معالجة جذور الأزمة بدلاً من الاكتفاء بإدارة تبعاتها.
التحديات المستقبلية
وشدد العرابي على رفض التهجير القسري، باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، مما يعكس اعترافًا أمميًا بمعاناة الشعب الفلسطيني، كما أكد على أهمية تحويل الزخم السياسي والدبلوماسي إلى خطوات عملية ملموسة، بحيث لا يظل القرار الأممي مجرد وثيقة رمزية، فالمجتمع الدولي، بما في ذلك القوى الكبرى والأطراف الإقليمية المؤثرة، مطالبون ببلورة آليات تنفيذية لمخرجات إعلان نيويورك، والضغط الجاد على إسرائيل للانخراط في هذا المسار بجدية، مؤكدًا أن حل الدولتين لم يعد خيارًا تفاوضيًا بل ضرورة وجودية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
التعليقات