في خطوة جديدة من نوعها، أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات على “كتيبة البراء”، التي تُعتبر من أبرز الأجنحة المسلحة لتنظيم الإخوان المسلمين، ويأتي هذا القرار في إطار جهود الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن الإقليمي، حيث تسعى واشنطن إلى تقويض الأنشطة التي تقوم بها هذه الجماعة، والتي تُتهم بالقيام بأعمال عنف تهدد الاستقرار في المنطقة، وتعتبر هذه العقوبات جزءاً من استراتيجية أوسع لمواجهة التنظيمات المسلحة، وتعكس التزام الولايات المتحدة بمكافحة التطرف بكل أشكاله، كما تهدف هذه الخطوة إلى تحجيم قدرات “كتيبة البراء” على تنفيذ مخططاتها، مما يساهم في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، ويظهر مدى جدية واشنطن في التعامل مع التهديدات التي تواجهها.
العقوبات الأمريكية على كتيبة البراء ووزير المالية السوداني
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات جديدة على كتيبة البراء، التي تُعتبر من أبرز الأجنحة المسلحة لتنظيم الإخوان في السودان، بالإضافة إلى وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، وذلك بسبب تورطهم في النزاع المستمر في البلاد منذ منتصف أبريل 2023، وعلاقاتهم بإيران، حيث تهدف هذه العقوبات إلى الحد من نفوذ الجماعات المتطرفة داخل السودان، وكبح أنشطة إيران الإقليمية التي تسهم في زعزعة الاستقرار والصراع، مما يزيد من معاناة المدنيين، وفقًا لبيان الوزارة.
تفاصيل العقوبات وآثارها
تتضمن العقوبات تجميد جميع ممتلكات ومصالح كتيبة البراء وإبراهيم الموجودة في الولايات المتحدة، أو تلك التي تحت سيطرة أشخاص أمريكيين، كما تشمل تجميد أي كيانات مملوكة لهما بشكل مباشر أو غير مباشر، وأكد وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، جون هيرلي، أن الجماعات الإسلامية السودانية قد شكلت تحالفات خطيرة مع النظام الإيراني، مشددًا على أن الولايات المتحدة لن تتهاون في مواجهة التهديدات للأمن الإقليمي والعالمي.
دور كتيبة البراء في النزاع السوداني
تُعتبر كتيبة البراء من أكثر الكتائب الإخوانية إعدادًا وتدريبًا، حيث تتكون من مجموعات شبابية تتراوح أعمار أعضائها بين 20 و35 عامًا، ويأتي معظم عناصرها من خلفيات تنظيمات طلابية، مما يجعلها أحد الأذرع التعبوية والأمنية لتنظيم الإخوان، وقد لعبت هذه الكتيبة دورًا بارزًا في قمع المظاهرات التي اندلعت عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021، كما تشير التقارير إلى تورطها في انتهاكات كبيرة خلال النزاع الحالي، بما في ذلك قتل المدنيين واستخدام أسلحة محرمة دوليًا.
جبريل إبراهيم وعلاقاته الإقليمية
من جهة أخرى، يشغل جبريل إبراهيم منصب وزير المالية في حكومة البرهان، وهو رئيس حركة العدل والمساواة، التي ترتبط تاريخيًا بتنظيم الإخوان، وقد ساهمت هذه الحركة بآلاف من أتباعها في النزاع، مما أسفر عن تدمير مدن سودانية ومقتل وتهجير آلاف المدنيين، بالإضافة إلى تعاون جبريل مع الحكومة الإيرانية لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، حيث سافر إلى طهران في نوفمبر الماضي، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في السودان.