تتزايد الضغوط على الجامعات حول العالم لقطع علاقاتها مع الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية بسبب الأوضاع في غزة حيث تندد العديد من المؤسسات التعليمية بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وتعتبر أن هذه السياسات تتعارض مع قيم التعليم والبحث العلمي وقد اتخذت بعض الجامعات خطوات فعالة لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني من خلال إنهاء برامج التعاون الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية مما يعكس الوعي المتزايد بالقضايا الإنسانية ويعبر عن موقف واضح تجاه العدالة والحقوق الإنسانية في المنطقة ويستمر الحوار حول دور التعليم في دعم القضايا العادلة وتعزيز السلام في العالم.
تزايد مقاطعة الجامعات للمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية
يتزايد عدد الجامعات والمؤسسات الأكاديمية حول العالم التي تقطع علاقاتها مع الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، يأتي ذلك وسط مزاعم بتواطؤ هذه المؤسسات في ممارسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، إذ تشير التقارير إلى أن الوضع في غزة مروع، حيث أعلنت وزارة الصحة أن أكثر من 63 ألف شخص استشهدوا، وغالبية هؤلاء هم من المدنيين، ومن المحتمل أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير، بينما أكد خبراء مدعومون من الأمم المتحدة أن أجزاءً من غزة تعاني من مجاعة “من صنع الإنسان”.
خطوات ملموسة من الهيئات الأكاديمية
استجابةً لهذه الأوضاع المأساوية، بدأ عدد متزايد من الهيئات الأكاديمية في الابتعاد عن التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية، ففي العام الماضي، ألغت الجامعة الفيدرالية في سيارا في البرازيل قمة ابتكار كانت مقررة مع جامعة إسرائيلية، كما قطعت مجموعة من الجامعات في النرويج وبلجيكا وإسبانيا علاقاتها مع المؤسسات الإسرائيلية، بينما انضمت إليهم جامعات أخرى مثل كلية ترينيتي في دبلن هذا الصيف، وفي خطوة مماثلة، أنهت جامعة أمستردام برنامج تبادل طلابي مع الجامعة العبرية في القدس، وأعلنت الرابطة الأوروبية لعلماء الأنثروبولوجيا الاجتماعية أنها لن تتعاون مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، داعيةً أعضاءها لتبني نفس الموقف.
آراء متباينة حول المقاطعة الأكاديمية
تعتبر صحيفة “الجارديان” البريطانية أن هذه التحركات تعكس مخاوف عميقة بشأن الروابط بين الأوساط الأكاديمية في إسرائيل والجيش والحكومة، حيث صرحت ستيفاني آدم، من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، بأن المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية متواطئة في “نظام الاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر منذ عقود”، وأكدت أن هناك “التزامًا أخلاقيًا وقانونيًا” على الجامعات بإنهاء علاقاتها مع هذه المؤسسات، ومع ذلك، تعلن بعض المؤسسات في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا عن موقف مختلف، حيث صرحت جامعات المملكة المتحدة بأنها لا تدعم المقاطعة الأكاديمية، مما يعكس تباين الآراء حول هذه القضية الحساسة.
التعليقات