تستعد الشارقة لاستضافة المؤتمر العالمي “نحن الاحتواء” الذي يجمع ممثلين من 74 دولة حيث يهدف هذا الحدث إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين الثقافات المختلفة ويشكل منصة هامة لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية تحقيق الاحتواء الاجتماعي والثقافي كما سيتناول المؤتمر مجموعة من المواضيع المتعلقة بالتحديات العالمية التي تواجه المجتمعات اليوم مما يعكس التزام الشارقة بدعم المبادرات الإنسانية وتعزيز الحوار بين الأمم والثقافات المختلفة ويعد المؤتمر فرصة لتعزيز التعاون الدولي وبناء جسور التواصل بين الشعوب من خلال ورش العمل والجلسات النقاشية التي ستقام خلال الفعالية.

انطلاق مؤتمر “نحن الاحتواء” في الشارقة

تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ينطلق بعد غدٍ الاثنين مؤتمر “نحن الاحتواء” في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، بالتعاون مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وشراكة استراتيجية مع المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، يهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على قضايا الدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يجعل هذه الفعالية محط أنظار العالم.

يمتد المؤتمر على مدار ثلاثة أيام حتى 17 سبتمبر الجاري، بمشاركة 74 دولة و125 مؤسسة، حيث يشارك 134 مناصراً ذاتياً و152 متحدثاً في 59 جلسة، بمعدل 9 جلسات متوازية، بالإضافة إلى أكثر من 500 مشارك، ستشهد هذه الفعاليات حوارات معمقة حول مستقبل الدمج وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وأسرهم، حيث سيتم تقديم خريطة عمل شاملة تعكس الانتقال من المبادرات المجتمعية إلى السياسات الوطنية العامة القابلة للتنفيذ.

حضور عالمي متنوع

يتوزع المشاركون من مختلف القارات، حيث تتصدر الدول العربية الحضور بـ151 مشاركاً، تليها إفريقيا بـ112 مشاركاً، ثم منطقة آسيا بـ93 مشاركاً، وأوروبا بـ66، بينما تسجل الأميركيتان 56 مشاركاً، وتأتي الإمارات في المقدمة بـ112 مشاركاً، تليها موريشيوس بـ48، ثم اليابان بـ33، مع وجود مشاركات من كندا ومصر وكوريا الجنوبية والكويت والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما يعكس تنوعاً ثقافياً غنياً.

لتسهيل التفاعل بين المشاركين، ستتوفر خدمة الترجمة الفورية بأربع لغات هي العربية، الإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، مما يعكس روح الشمولية التي يقوم عليها المؤتمر، ويساعد في تعزيز الحوار بين مختلف الجنسيات.

فعاليات مصاحبة تعزز التجربة

إلى جانب الجلسات الحوارية، يشهد المؤتمر فعاليات متنوعة تضيف بعداً إنسانياً وثقافياً، حيث انطلقت أعمال قمة الأسر بالتوازي مع قمة المناصرين الذاتيين، وستختتم الفعاليات باجتماعات الجمعية العمومية لمنظمة الاحتواء الشامل الدولية يوم الخميس المقبل، مما يعزز من فرص مشاركة الوفود بشكل كامل.

كما تم إدراج “اليوم التراثي الإماراتي” في البرنامج، الذي يقدمه معهد الشارقة للتراث وبلدية البطائح ومتحف الشارقة البحري، حيث يتيح للزوار التعرف على الثقافة الإماراتية من خلال عروض فنية وأكلات شعبية وورش للحرف اليدوية، مما يعكس هوية المكان وروحه الأصيلة.

تتضمن الفعاليات أيضاً توقيع مذكرة تفاهم مع جامعة الذيد، بالإضافة إلى عروض أفلام ومعارض، مما يقدم نموذجاً متكاملاً للتمكين يتجاوز النقاشات النظرية إلى الصحة الجسدية والنفسية والتفاعل الثقافي، مما يجعل هذا المؤتمر حدثاً بارزاً في مجال الدمج والاحتواء.