في ظل التطورات المتسارعة في منطقة الخليج العربي يبرز محلل عماني لليوم السابع ليشير إلى أن الهجوم على الدوحة قد يهدد العلاقات الأمريكية مع دول الخليج بشكل كبير حيث تعتبر هذه العلاقات من الركائز الأساسية للاستقرار في المنطقة كما أن أي تصعيد قد يؤثر سلباً على التعاون الأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة ودول الخليج مما يستدعي ضرورة معالجة التوترات القائمة والعمل على تعزيز الحوار الدبلوماسي بين الأطراف المعنية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.

الاعتداءات الإسرائيلية: انتهاك للسيادة العربية

أكد الدكتور عوض بن سعيد باقوير، الكاتب الصحفي والمحلل السياسي في سلطنة عمان، أن الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من الدول العربية تمثل انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية وللقانون الدولي، حيث يُعتبر الهجوم العسكري الإسرائيلي الغادر على دولة قطر الشقيقة مؤشرًا خطيرًا على النهج الذي تتبعه حكومة نتنياهو المتطرفة، وهذا الهجوم ليس مجرد تصرف عابر، بل هو رسالة واضحة من الكيان الصهيوني للدول العربية، ويشكل تطورًا خطيرًا يمس الأمن القومي العربي، لذا فإن المطلوب هو صحوة عربية حقيقية بعيدة عن بيانات التنديد والاستنكار، حيث إن الأوطان العربية تواجه تحديًا وجوديًا يتطلب وقفة جادة من القيادات العربية.

ضرورة موقف عربي موحد

وأشار باقوير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أعطت الضوء الأخضر للهجوم، مما يعد تطورًا سلبيًا في العلاقات العربية الأمريكية، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومن هنا فإن على الدول العربية اتخاذ موقف جاد موحد وحاسم، خاصة في ظل إدارة ترامب، حيث تملك دول مجلس التعاون أوراق ضغط قوية، مثل المصالح الاقتصادية والطاقة والاستثمار، ويمكن الاتجاه نحو خيارات بديلة بعيدًا عن الجانب الأمريكي، كالتعاون مع دول مثل الصين وروسيا، حيث تمثل مجموعة بريكس ومجموعة شنغهاي خيارات مهمة للتعاون العربي الخليجي، وقد فقدت واشنطن مصداقيتها بعد الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطر، مما جعل الكيان الصهيوني يعربد في المنطقة دون رادع.

دعم المقاومة الفلسطينية كخيار استراتيجي

وأضاف باقوير أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على دولة قطر أدخل المنطقة في وضع معقد يتطلب موقفًا تجاه حلفاء إسرائيل، ومن الضروري أن يكون الدعم العربي للمقاومة الفلسطينية جزءًا من الاستراتيجية العربية، حيث إن المقاومة الفلسطينية تمثل خط الدفاع الأول عن الأمن القومي العربي، وغيابها عن المشهد يعد إعلانًا صريحًا عن تنفيذ المخطط الإسرائيلي للتوسع، لذا يجب على العرب دعم المقاومة الفلسطينية بشكل كبير لدحر الكيان الصهيوني وإفشال المخطط الإسرائيلي الخبيث ضد الدول العربية ومصالح شعوبها، وبدون موقف عربي جاد، سيستمر الكيان الصهيوني في انتهاك سيادة الدول العربية، اعتمادًا على المساندة الأمريكية والدعم الاستخباراتي، مما يجعل الإدارة الأمريكية شريكًا أساسيًا في تلك الاعتداءات السافرة.