شهدت العاصمة لندن حشودًا بالآلاف في أكبر مسيرة لليمين المتطرف حيث تجمع المتظاهرون في شوارع المدينة مطالبين بتغيير سياسات الحكومة وسط أجواء مشحونة واشتباكات عنيفة مع الشرطة التي حاولت تفريق الحشود باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي مما أدى إلى تصاعد التوترات بين الطرفين وتزايد الاحتجاجات في مختلف المناطق رغم محاولات السيطرة على الموقف مما يعكس حالة الاستقطاب السياسي والاجتماعي في البلاد ويطرح تساؤلات حول مستقبل التسامح والتعايش في المجتمع البريطاني.

احتجاجات يمينية متطرفة في لندن: تجمع تاريخي يتجاوز التوقعات

شهدت العاصمة البريطانية لندن تجمعًا حاشدًا شارك فيه أكثر من 110 آلاف شخص، حيث نظم الناشط اليميني المتطرف ستيفن ياكسلي لينون، المعروف باسم تومي روبنسون، هذا الحدث الذي يُعتبر الأكبر من نوعه منذ عقود، وذلك بعد مقتل الناشط الأمريكي تشارلى كيرك. وقد أُطلق على المظاهرة اسم “مهرجان لحرية التعبير”، لكنها أثارت جدلًا كبيرًا بسبب تعزيزها لنظريات المؤامرة العنصرية وخطاب الكراهية ضد المسلمين، وفقًا لصحيفة “الأوبزرفر” البريطانية.

اشتباكات مع الشرطة وأجواء متوترة

تجاوز عدد المشاركين في الاحتجاج التوقعات بشكل كبير، مما أدى إلى اشتباكات متوترة، بل وأحيانًا عنيفة، بين المتظاهرين وقوات الشرطة. واجه ضباط الشرطة الخيالة المتظاهرين الذين تجمعوا في ميدان ترافالجار، حيث أعلنت شرطة العاصمة عن اعتقال 25 شخصًا على الأقل، بالإضافة إلى إصابة 26 ضابطًا، بينهم أربعة إصاباتهم خطيرة. وقد تم اعتقال المتظاهرين بتهم مختلفة، مثل الشغب والاعتداءات والتخريب.

دعوات للتغيير من شخصيات بارزة

في خطوة مثيرة، خاطب إيلون ماسك الحشود عبر فيديو، حيث تحدث عن “التآكل المتزايد لبريطانيا” ودعا إلى حل البرلمان البريطاني. كما شارك السياسي الفرنسي اليميني المتطرف إريك زمور، الذي أدلى بتصريحات مثيرة للجدل حول “استبدال الشعب الأوروبي” بالثقافات القادمة من الجنوب. وقد أدى الحضور الكبير إلى صعوبة احتواء المشاركين داخل مبنى وايتهول، مما تسبب في اشتباكات مع الشرطة، حيث صرحت شرطة العاصمة بأن الضباط تعرضوا لعنف غير مقبول. وفي الوقت نفسه، سار نحو 5000 متظاهر مضاد من نقابات عمالية وجماعات مناهضة للفاشية في مسار منفصل بوسط لندن، مما يعكس الانقسام الكبير في المجتمع البريطاني حول هذه القضايا.