أعلن مسؤول أممي أن أكثر من نصف مليون طفل أصبحوا ضحايا زلزال شرق أفغانستان الذي خلف آثاراً مدمرة على حياة العديد من الأسر حيث تضررت المدارس والمرافق الصحية مما زاد من معاناة الأطفال الذين يحتاجون إلى الدعم الإنساني الفوري ويعاني هؤلاء الأطفال من نقص الغذاء والمأوى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها بعد الكارثة الطبيعية كما أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لتقديم المساعدة اللازمة لهؤلاء الأطفال الذين يمثلون مستقبل البلاد ويجب أن تكون هناك جهود منسقة لضمان سلامتهم وصحتهم النفسية والبدنية في ظل هذه الأوقات الحرجة.

الزلزال المدمر في أفغانستان: تأثيره على الأطفال والمجتمعات المحلية

أكد تاج الدين أويوالي، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في أفغانستان، أن الزلزال المدمر الذي ضرب ولايتي كونار وننغرهار قد أسفر عن معاناة أكثر من نصف مليون طفل، حيث تلا الزلزال هزات ارتدادية شديدة، مما زاد من حدة الأوضاع الإنسانية في تلك المناطق. في المجتمعات الجبلية النائية، يواجه الأطفال تهديدات متعددة، تشمل الإصابات غير المعالجة، والمياه غير الآمنة، وخدمات الصرف الصحي غير الكافية، بالإضافة إلى تفاقم سوء التغذية وانقطاع الدراسة، مما يزيد من الضغط النفسي عليهم.

المخاطر التي تواجه الفتيات في أفغانستان

أشار تاج الدين أويوالي إلى أن الفتيات يتحملن عبئًا إضافيًا في هذه الأوقات العصيبة، فعندما تُدمر المنازل، تكون الفتيات غالبًا أول من ينقطع عن الدراسة، في بلد يواجه فيه حقهن في التعليم عوائق كبيرة. وعندما تفقد الأسر سبل عيشها، تزداد احتمالية تعرض الفتيات لخطر تزويج الأطفال، مما يهدد مستقبلهن بشكل أكبر. تعمل اليونيسف على تقديم الرعاية الصحية الطارئة من خلال عيادات معززة وفرق الصحة والتغذية المتنقلة، كما تسعى إلى دعم العاملين في الخطوط الأمامية لمكافحة شلل الأطفال، داعية المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب أطفال أفغانستان في هذه اللحظة الحرجة.

أزمة اللاجئين العائدين إلى أفغانستان

في سياق متصل، حذر عرفات جمال، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أفغانستان، من تزايد أعداد العائدين إلى أفغانستان في ظل ظروف صعبة للغاية، حيث تكافح المجتمعات المحلية للتعافي من آثار الزلزال. منذ بداية العام، عاد حوالي 2.6 مليون أفغاني من الدول المجاورة، وغالبية هؤلاء لم يعودوا طوعًا، مما يزيد من الضغوط على المجتمعات التي تعاني بالفعل من الفقر والجفاف. كما أشار جمال إلى أن المفوضية اضطرت لتعليق عملياتها في مراكز الدعم النقدي بسبب منع سلطات الأمر الواقع موظفات الأمم المتحدة الوطنيات من دخول مقرات الأمم المتحدة، محذرًا من أن عدم وجود تمويل إضافي قد يعيق تقديم المساعدات المنقذة للحياة للأسر الأفغانية في هذه الأوقات الحرجة.

خاتمة

تتطلب الأوضاع الإنسانية في أفغانستان استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، حيث يواجه الأطفال والنساء تحديات غير مسبوقة. يجب أن تتضاف الجهود لدعم هؤلاء المتضررين، سواء من خلال تقديم المساعدات الغذائية والصحية، أو من خلال العمل على تحسين ظروف التعليم والحماية للأطفال، لضمان مستقبل أفضل لأجيال أفغانستان القادمة.