تشير التقارير إلى أن القوانين الأوروبية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في عام 2026 قد تهدد تجارة القهوة العالمية بشكل كبير حيث تسعى الدول الأوروبية إلى فرض معايير صارمة على استيراد القهوة مما قد يؤثر على الأسعار وجودة المنتج ويجعل المزارعين في الدول المنتجة للقهوة يواجهون تحديات جديدة في التكيف مع هذه المتغيرات لذا يجب على التجار والمزارعين التفكير في استراتيجيات جديدة لضمان استمرارية أعمالهم في ظل هذه القوانين التي قد تعيد تشكيل سوق القهوة العالمي وتجعل المنافسة أكثر صعوبة مما كانت عليه في السابق.

قوانين جديدة لتصدير القهوة إلى الاتحاد الأوروبي

ابتداءً من عام 2026، ستفرض شركات القهوة الراغبة في التصدير إلى أسواق الاتحاد الأوروبي التزامًا جديدًا يتمثل في تقديم أدلة تثبت أن منتجاتها تأتي من مزارع “خالية من إزالة الغابات” وهذا الشرط يأتي ضمن إطار لائحة الاتحاد الأوروبي لمكافحة إزالة الغابات، التي تهدف إلى تقليل تأثير الاستهلاك الأوروبي على تدمير الغابات حول العالم، مما يعكس التوجه المتزايد نحو الاستدامة والحفاظ على البيئة.

تأثير القانون على صناعة القهوة

وفقًا لصحيفة لاراثون الإسبانية، فإن هذا القانون لا يقتصر على القهوة فحسب، بل يمتد ليشمل أيضًا منتجات مثل الكاكاو وزيت النخيل وفول الصويا، والتي تُعتبر من أبرز مسببات فقدان الغطاء الغابي عالميًا، وتعد القهوة واحدة من أكثر السلع التي ترتبط بمشكلة إزالة الغابات، خاصة في دول مثل البرازيل وإثيوبيا، حيث تتوسع المزارع على حساب الغابات، مما يستدعي ضرورة تتبع سلسلة التوريد بدقة عبر تقنيات تحديد المواقع وصور الأقمار الصناعية.

التحديات والفرص للمزارعين

يُثير هذا النظام الجديد مخاوف كبيرة، خاصة لدى المزارعين الصغار الذين قد يجدون صعوبة في تحمل تكاليف إعداد الوثائق أو الاستعانة بخدمات الخرائط الرقمية، مما قد يهدد قدرتهم على الوصول إلى السوق الأوروبية، بينما يمكن أن تستفيد الشركات الكبرى الأكثر تنظيمًا، حيث تمتلك أنظمة مراقبة دقيقة، مما يمنحها ميزة تنافسية واضحة، وعلى الصعيد العالمي، قد يؤدي التشريع إلى إعادة توجيه تجارة القهوة، إذ قد يتجه المشترون نحو تفضيل الحبوب القابلة للتتبع والموثوقة بيئيًا، بينما تُصدَّر الحبوب غير الموثقة إلى أسواق بديلة مثل الولايات المتحدة أو آسيا، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض الأصناف وخروج بعض المزارع الصغيرة من السوق، ورغم أن الهدف الأساسي للاتحاد الأوروبي هو حماية الغابات وتقليل الانبعاثات الكربونية، يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد التوازن بين حماية البيئة وضمان بقاء ملايين المزارعين الصغار الذين يشكلون العمود الفقري لصناعة القهوة العالمية.