تشير توقعات السوق إلى أن أسعار الأرز ستستمر في الانخفاض على مستوى العالم حتى أوائل عام 2026 حيث يتوقع الخبراء أن تتأثر الأسعار بعدة عوامل مثل زيادة الإنتاجية وتراجع الطلب في بعض الأسواق بالإضافة إلى التغيرات المناخية التي قد تؤثر على زراعة الأرز مما يسهم في تغيير ديناميكيات السوق بشكل ملحوظ كما أن المنافسة بين الدول المنتجة تلعب دوراً مهماً في تحديد الأسعار وبالتالي فإن المستهلكين قد يستفيدون من هذا الانخفاض في الأسعار خلال السنوات القادمة مما يجعل الأرز أكثر توفرًا في الأسواق العالمية ويعزز من استقرار الأمن الغذائي في العديد من الدول.

انخفاض أسعار الأرز: تحليل وتوقعات مستقبلية

شهدت أسعار الأرز، الذي يعد من الحبوب الأساسية في العالم، انخفاضًا حادًا، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى فائض العرض في آسيا، بعد أن وصلت الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عام 2023، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عام 2008. ووفقًا لتقرير المرصد الدولي لإحصاءات الأرز، فإنه من المتوقع أن تستمر الأسعار في الانخفاض حتى أوائل عام 2026، مما يثير تساؤلات حول مستقبل هذه السلعة الأساسية في السوق العالمية.

توقعات العرض والطلب

تشير التوقعات إلى أن التدفق الوشيك للمحاصيل الآسيوية الوفيرة إلى الأسواق، بالإضافة إلى التوجه المرتقب لتصدير المخزونات الزائدة من الهند، سيساهم في استمرار هذا الاتجاه الهبوطي. إذ تتوقع الهند، التي أصبحت الآن أكبر منتج للأرز في العالم، تصدير 25 مليون طن من الأرز خلال موسم 2025/2026، وهو رقم قياسي جديد. كما من المتوقع أن ترتفع مخزونات الأرز العالمية بنسبة 5.8%، لتصل إلى مستوى تاريخي يبلغ 210.3 مليون طن، مما يعكس وفرة العرض المتاحة.

تأثير التجارة العالمية على الأسعار

على صعيد التجارة العالمية، لا يزال الزخم إيجابيًا، حيث من المتوقع أن تصل التجارة العالمية للأرز إلى 61.4 مليون طن، مع زيادة متوقعة في الطلب على الواردات في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 15% إضافية في عام 2025. ومع محدودية العرض المحلي للأرز في هذه المنطقة، يبقى الطلب على الأرز الآسيوي المستورد قويًا للغاية، مما يجعل إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مركزًا رئيسيًا لمشتريات الأرز العالمية، حيث تمثل ما يقرب من ثلث إجمالي الواردات.

من خلال هذه المعطيات، يمكن القول إن انخفاض أسعار الأرز قد يستمر لفترة، ولكن الطلب العالمي، وخاصة من إفريقيا، قد يساهم في استقرار الأسعار في المستقبل القريب.