في خطوة تاريخية تعلن الحكومة النيبالية المؤقتة عن تعيين أول ثلاثة وزراء في إطار سعيها لتحقيق الاستقرار السياسي وتعزيز التنمية الاقتصادية في البلاد يعد هذا التعيين نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق التغيير المنشود حيث يتولى الوزراء الجدد مسؤوليات كبيرة تتعلق بالسياسة الداخلية والخارجية وتهدف الحكومة إلى تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي وتلبية احتياجات المواطنين من خلال برامج تنموية شاملة تسهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وتعكس هذه الخطوة التزام الحكومة النيبالية بإرساء أسس الديمقراطية وتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الشأن العام مما يبعث الأمل في نفوس المواطنين بأن المستقبل يحمل لهم المزيد من الفرص والنجاحات.

سوشيلا كاركى تتولى رئاسة وزراء نيبال وتشكيل حكومة جديدة

أعلنت رئيسة وزراء نيبال الجديدة، سوشيلا كاركى، اليوم الاثنين، عن تشكيل الحكومة المؤقتة التي ستقود البلاد حتى إجراء الانتخابات المقررة في مارس، وذلك عقب الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، حيث أدت أعمال الشغب إلى حالة من الفوضى وأثرت بشكل كبير على الأمن والاستقرار في نيبال.

الوزراء الجدد وأداء اليمين الدستورية

قام الوزراء الجدد، الذين تم تعيينهم في الحكومة المؤقتة، بأداء اليمين الدستورية ظهرًا أمام الرئيس رامشاندرا بوديل، خلال حفل أقيم تحت خيمة في موقع أنقاض مبنى الرئاسة الذي تم إحراقه من قبل المتظاهرين. تولى كولمان جيسانج، الرئيس السابق لهيئة تنظيم الكهرباء، حقائب الطاقة والبنية التحتية والنقل والتنمية الحضرية، بينما تم ترقية راميشور خانال، الخبير الاقتصادي المعروف، إلى منصب وزير المالية. أما المحامي أوم براكاش أريال، الذي يتمتع بخبرة في قضايا الفساد وحقوق الإنسان، فسيتولى وزارة القانون والعدل والشؤون البرلمانية.

الوضع الراهن في نيبال وتحديات الحكومة الجديدة

تتولى سوشيلا كاركى، البالغة من العمر 73 عامًا، منصبها في ظل ظروف صعبة، حيث تعتبر أعمال الشغب الأخيرة من أخطر الأزمات التي مرت بها البلاد منذ إلغاء النظام الملكي في عام 2008، ومن المتوقع أن تقود الحكومة حتى الانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 5 مارس 2026. وقد أسفرت أعمال العنف عن مقتل 72 شخصًا وإصابة المئات، حيث لا يزال 191 منهم يتلقون العلاج في المستشفيات.

في أول خطاب لها، أكدت كاركى التزامها بتلبية مطالب المتظاهرين الشباب، مشددة على ضرورة العمل وفقًا لمبادئ جيل الألفية، بما في ذلك القضاء على الفساد وتعزيز الحوكمة الرشيدة والمساواة الاقتصادية. يواجه الشباب في نيبال تحديات كبيرة، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 20% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا يعانون من البطالة، في وقت يبرز فيه التباين الكبير بين مستويات المعيشة.

تتطلع نيبال إلى مستقبل أفضل تحت قيادة الحكومة الجديدة، لكن التحديات الماثلة أمامها تتطلب جهودًا حثيثة واستجابة سريعة لمطالب الشعب، من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.