تعتبر التجارب المصرية الناجحة في الشراكة لتعزيز السياحة الثقافية وحماية التراث نموذجًا يحتذى به حيث تساهم هذه الشراكات في تعزيز الفهم العميق للثقافة المصرية الغنية وتاريخها العريق من خلال تنظيم فعاليات ثقافية ومعارض فنية تستعرض التراث المحلي وتتيح للزوار فرصة اكتشاف جمال المواقع الأثرية كما تسهم هذه المبادرات في دعم الاقتصاد المحلي من خلال جذب المزيد من السياح الذين يبحثون عن تجارب فريدة تعكس روح الحضارة المصرية القديمة والحديثة مما يعزز من مكانة مصر كوجهة سياحية متميزة على مستوى العالم.
وزارة السياحة والآثار تبرز جهودها في المنتدى الدولي للشراكة
في إطار الجهود المستمرة لوزارة السياحة والآثار المصرية، تمثل المشاركة في المنتدى الدولي الخامس للشراكة بين القطاعين العام والخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (PPP MENA Forum) خطوة بارزة نحو تعزيز السياحة المستدامة، حيث شارك الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كمتحدث رئيسي في هذا الحدث الذي عُقد مؤخراً في إمارة دبي، الإمارات العربية المتحدة.
أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص
تحدث الدكتور محمد إسماعيل خالد خلال جلسة نقاشية بعنوان “التراث عبر الشراكة: نموذج التعاون بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالسياحة والثقافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، حيث أكد على أهمية الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى أنها تمثل ركيزة أساسية لتعظيم الاستفادة من المواقع الأثرية والتراثية، بما يحقق توازنًا بين الحفاظ على التراث للأجيال القادمة وتقديم تجربة سياحية متميزة، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة للشباب.
نماذج ناجحة للشراكات في مصر
استعرض الأمين العام نماذج مصرية ناجحة لتلك الشراكات، مثل مشروع تطوير الخدمات بمنطقة أهرامات الجيزة، الذي بدأ تشغيله التجريبي في إبريل الماضي، إضافة إلى مشروعات مماثلة في مناطق سقارة وشارع المعز والمتحف المصري بالتحرير وقلعة صلاح الدين، حيث تسهم هذه المشروعات في رفع كفاءة الخدمات السياحية وتوفير بيئة متكاملة للزائرين، مما يجعل التجربة أكثر سهولة ومتعة، ويحفز على تكرار الزيارة.
فرص الاستثمار والحفاظ على التراث
تطرق الدكتور خالد إلى فرص الاستثمار المتاحة في تشغيل الخدمات داخل بعض المواقع الأثرية والتراثية، موضحًا أن هذه الفرص تعتمد على دراسات دقيقة تضمن عدم المساس بالآثار وقيمتها التاريخية، مع الحفاظ عليها وفقًا للشروط والضوابط التي يضعها المجلس الأعلى للآثار. كما أشار إلى نماذج من الشراكات الناجحة مع شركاء دوليين في مجال ترميم وصيانة الآثار، مثل مشروع ترميم قبة الشبيه الفاطمية وقبة صفي الدين جوهر المملوكية، الذي تم تنفيذه تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.
تعزيز مكانة مصر كوجهة ثقافية وسياحية
تؤكد هذه التجارب نجاح مصر في جذب الاستثمارات والشراكات الدولية، مما يخدم أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، ويعزز مكانتها كوجهة ثقافية وسياحية عالمية. جدير بالذكر أن المنتدى الدولي (PPP MENA Forum) يعد منصة إقليمية رائدة لتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، حيث شهد هذا العام مشاركة أكثر من 400 شخصية دولية من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمستثمرين، مما جعله فرصة مهمة لتبادل الخبرات واستعراض أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
التعليقات