يعتبر نهر الأمازون من أكبر الأنهار في العالم ويتميز بجماله الطبيعي وتنوعه البيولوجي الفريد ولكن اليوم يواجه تحديات كبيرة تهدد وجوده حيث تصل حرارة مياهه إلى 100 درجة مئوية مما يؤثر على الحياة البحرية والنظم البيئية المحيطة به هذا الارتفاع في درجة الحرارة يعود جزئياً إلى التغيرات المناخية والأنشطة البشرية التي تساهم في تدهور البيئة المحيطة بالنهر مما يهدد استمرارية العديد من الكائنات الحية ويجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا المورد الحيوي الذي يعد شريان الحياة للعديد من المجتمعات المحلية والأنواع المهددة بالانقراض في المنطقة.
نهر الهيرفيينتي: كنز طبيعي مهدد في غابات الأمازون
نهر فريد من نوعه
في أعماق غابات الأمازون البيروفية، يتدفق نهر فريد من نوعه، يطلق عليه سكان المنطقة “شاناى تيمبيشكا” أو “المغلي بحرارة الشمس”، حيث تصل درجة حرارة مياهه إلى 99 درجة مئوية، يُعرف هذا النهر باسم “نهر الهيرفيينتي”، ويعتبر بمثابة مختبر طبيعي لدراسة التغير المناخي والتنوع البيولوجي، بالنسبة لسكان المنطقة، يمثل هذا النهر كائنًا حيًا يجب الدفاع عنه بكل الطرق الممكنة، فهو جزء لا يتجزأ من هويتهم وثقافتهم.
تهديدات متزايدة
تشير التقارير إلى أن نهر الهيرفيينتي يواجه تهديدات خطيرة، مثل قطع الأشجار والتوسع الزراعي غير المنظم، بالإضافة إلى الاتجار غير القانوني بالأراضي، ورغم أن هذا النهر يُعتبر ظاهرة طبيعية نادرة لا علاقة لها بالنشاط البركاني، إلا أنه لا يحظى بحماية رسمية من السلطات البيروفية، وقد حذر الجيولوجي أندريس روسو من أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فقد يصل النهر إلى “مرحلة اللاعودة” خلال ثلاث سنوات، مما يثير القلق حول مصير هذا المعلم الطبيعي.
جهود السكان المحليين
في ظل هذا المشهد القاتم، يحاول السكان المحليون أن يصنعوا الأمل بطريقتهم، حيث قام البعض بتحويل أراضيهم إلى وجهات سياحية بيئية لحماية الغابة وتوعية الزوار، بينما خاطر آخرون، مثل المرشد “هاري”، بمواجهة مافيات الأراضي للحفاظ على الأشجار من القطع الجائر، ويقول هاري: “أنا لا أملك سوى هذا المكان، لم أقاتل لأدمّره، بل لأحميه من الذين يريدون تحويله إلى تجارة وأرباح”، ورغم أن جهودهم الفردية لا تكفي، إلا أن الأمل لا يزال حاضرًا، فكل زيارة علمية وكل مشروع تعليمي صغير يستلهم من النهر يُذكر هؤلاء السكان بأن ما يقومون به ليس عبثًا.
دعوة للحماية
نهر الهيرفيينتي ليس مجرد معلم طبيعي، بل هو قصة صراع بين الإنسان والطبيعة، وبين الطمع والحماية، وإذا لم تتحرك السلطات بسرعة لحماية هذا الكنز الطبيعي، قد يتحول إلى مجرد ذكرى، تاركًا خلفه أشخاصًا ما زالوا يحلمون بأن يسمع العالم صوت الأشجار التي يخاطبونها، لذا يجب أن نتكاتف جميعًا لحماية هذا النهر الفريد من نوعه، وضمان استمرارية وجوده للأجيال القادمة.
التعليقات