تعتبر صواريخ سبايك أل آر 2 المضادة للدبابات من أبرز التقنيات العسكرية الحديثة التي تم تطويرها لمواجهة التهديدات المدرعة بفعالية عالية حيث تتميز هذه الصواريخ بدقتها وقدرتها على إصابة الأهداف بدقة متناهية كما أنها مزودة بتكنولوجيا متقدمة تعزز من فعاليتها في ساحة المعركة ومع ذلك فقد أثارت قضية حظر أدفانس الإسبانية لتصدير هذه الصواريخ إلى إسرائيل الكثير من الجدل والنقاشات حول الأبعاد السياسية والأمنية لهذا القرار الذي يعكس التوترات الجيوسياسية في المنطقة ويؤثر على موازين القوى في الصراعات المستقبلية مما يفتح المجال لتساؤلات حول تأثير هذه الخطوة على العلاقات الدولية والأمن الإقليمي.

إلغاء صفقة المدفعية الصاروخية “بلس” من قبل وزارة الدفاع الإسبانية

قررت وزارة الدفاع الإسبانية إلغاء صفقة شراء نظام المدفعية الصاروخي “بلس” من شركة “البيت سيستمز” الإسرائيلية، وذلك وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية، وعلى الرغم من أن الشركة لم تتلق إشعاراً رسمياً بهذا القرار حتى الآن، إلا أن هذا الإجراء يعكس تحولات كبيرة في السياسة العسكرية الإسبانية، خاصة في ظل الظروف الراهنة.

تفاصيل الصفقة وأسباب الإلغاء

تُقدّر قيمة الصفقة بحوالي 700 مليون يورو، حيث كان من المتوقع أن تحصل الشركة الإسرائيلية على 150 مليون يورو منها، ويعتبر نظام “بلس” من الأنظمة المتقدمة التي توفر حلولاً شاملة لإطلاق الصواريخ غير الموجهة والأسلحة الدقيقة، كما يمتاز بقدرته على إصابة أهداف تصل إلى مسافة 300 كيلومتر، ويمتاز أيضاً بالتوافق مع المنصات المدولبة والمجنزرة، مما يقلل من تكاليف الصيانة والتدريب، بحسب ما أفادت به صحيفة “جلوبس” الإسرائيلية.

التحول في السياسة العسكرية الإسبانية

يأتي هذا القرار بعد خطوة مماثلة في يونيو الماضي، حيث أوقفت وزارة الدفاع الإسبانية صفقة كبرى لشراء صواريخ مضادة للدبابات من طراز “سبايك أل آر 2” من شركة “رافائيل أدفانس ديفينس سيستمز” بقيمة 285 مليون يورو، وقد كانت هذه الصواريخ مخصصة للجيش والبحرية الإسبانية، ووفقاً لوكالة الأنباء الإسبانية “إيفي”، فإن هذه القرارات تأتي في إطار مسعى مدريد لتقليل اعتمادها التكنولوجي على الصناعات العسكرية الإسرائيلية إلى “الصفر”، في ظل الحرب الجارية في غزة.

مستقبل العلاقات العسكرية الإسبانية

مع إلغاء هذه العقود، تزداد الأنظار نحو الشركات الأميركية العملاقة مثل “رايثيون” و”لوكهيد مارتين”، حيث تدرس إسبانيا خيار شراء صواريخ “جافلين” لتعويض النقص في قدرات سلاحها المضاد للدروع، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في استراتيجية الدفاع الإسبانية، ويشير إلى رغبة مدريد في تنويع مصادر تسليحها في المستقبل القريب.