تعد قمة الدوحة الأخيرة نقطة تحول مهمة في العلاقات العربية حيث جسدت موقفا عربيا موحدا تجاه التحديات التي تواجه الأمة العربية في ظل ما يسمى إسرائيل الكبرى وقد أشار خبراء أردنيون إلى أن هذا الاجتماع يعكس التزام الدول العربية بالوقوف صفا واحدا في مواجهة التهديدات التي تستهدف حقوق الفلسطينيين ويؤكد على أهمية تعزيز التعاون العربي لمواجهة هذه السياسات الإسرائيلية الاستفزازية كما أن التوافق العربي الذي تم التعبير عنه في القمة يعكس رغبة حقيقية في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ويعزز من فرص الحوار البناء بين الدول العربية وإسرائيل لتحقيق مستقبل أفضل للجميع.

قمة الدوحة العربية الإسلامية: محطة فارقة في مسار العمل العربي المشترك

أكد خبراء أردنيون أن قمة الدوحة العربية الإسلامية الطارئة شكلت نقطة تحول مهمة في تاريخ القمم العربية، حيث تميزت بالزخم الدبلوماسي والجدية في الخطاب السياسي تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، وأشاروا إلى أن الدور المحوري لمصر والأردن تجلى من خلال مواقف الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، اللذين اتفقا على الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ورفض المخططات الإسرائيلية.

أهمية القمة في السياق الإقليمي

أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبوزيد أن القمة جاءت في لحظة إقليمية حرجة، حيث تسعى إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف، إلى تنفيذ مشاريع صهيونية تحت مظلة ما يسمى “إسرائيل الكبرى”، وهو ما استدعى ضرورة وجود موقف عربي موحد لمواجهة هذه التوجهات. وأشار إلى أن حضور الرئيس السيسي أضفى زخماً خاصاً على القمة، حيث أكدت كلمة الملك عبدالله الثاني على خطورة التمدد الإسرائيلي وتأثيره على الأمن الإقليمي، بينما عبّر عن تحميل حكومة نتنياهو المسؤولية عن التصعيد.

ضرورة التنسيق العربي لمواجهة التحديات

من جانبه، اعتبر الخبير السياسي عمر الرداد أن الموقفين المصري والأردني تميزا بالانسجام والتكامل، حيث دعوا منذ بداية الأحداث في غزة إلى ضرورة وقف الحرب والتأكيد على حقوق الفلسطينيين، مشدداً على أن الحل العادل لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة. كما أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيداً من التنسيق بين مصر والأردن لنقل الموقف العربي الموحد إلى الساحة الدولية، مع الانفتاح على جهود الدول الخليجية بقيادة المملكة العربية السعودية.

في ختام القمة، شدد الدكتور خالد الشنيكات، رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، على أهمية البيان الختامي الذي تطرق إلى قضايا الأمن العربي المشترك ورفض العدوان، مشيراً إلى ضرورة إنشاء لجان فنية لتنفيذ القرارات المتخذة. وأكد أن التهديدات المستمرة من حكومة اليمين الإسرائيلي تتطلب تحركاً عربياً موحداً، لأن المواجهة المنفردة قد تعرض الدول العربية لضغوط مباشرة.