تُعتبر المسيّرات المدعومة بالذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التكنولوجية التي تساهم في تغيير قواعد الحرب بشكل جذري حيث تعزز هذه الطائرات القدرة العسكرية وتوفر معلومات دقيقة في الوقت الحقيقي مما يساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية أكثر فعالية كما تسهم في تقليل الخسائر البشرية وتقديم الدعم اللوجستي في المناطق الصعبة الوصول إليها وتعتبر هذه التكنولوجيا محورية في مستقبل الصراعات العسكرية مما يثير اهتمام العديد من الدول التي تسعى لتطوير قدراتها الدفاعية وفتح آفاق جديدة في عالم الحروب الحديثة.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الحروب الحديثة

أطلقت شركات تكنولوجية ناشئة مجموعة من البرمجيات المتطورة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مما جعل المركبات الجوية غير المأهولة، المعروفة بالمسيّرات، تكتسب دوراً حاسماً في تغيير ملامح الحروب الحديثة، حيث يُتوقع أن تتحول أسراب الطائرات المسيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى أداة فعّالة لتشويش وإرباك دفاعات العدو، مما يسهل عمليات الهجوم. في هذا السياق، كشفت شركة “أوتيريون” الأمريكية الألمانية عن “محرك هجومي” يتضمن أسراباً من المسيّرات، حيث وصف الرئيس التنفيذي، لورينز ميير، هذا التطور بأنه “لحظة عظيمة”.

منظومة “نيميكس” ودورها في العمليات العسكرية

تتيح منظومة “نيميكس”، المدعومة بنظام تشغيل “أوتيريون”، لأي مسيرة متطابقة التشغيل الانضمام إلى السرب من خلال تحديثات برمجية بسيطة، وعلى الرغم من أن هذه البرمجيات لم تُستخدم بعد في ميادين القتال، فإن الشركة تعمل على شحن 33 ألف مسيرة إلى أوكرانيا كجزء من تعاقد مع “البنتاجون”، مما يعكس اهتماماً متزايداً بتوظيف هذه التكنولوجيا في الصراعات. تتيح تقنية الأسراب لجندي واحد السيطرة على عدد من المسيرات، مما يسهل تنفيذ هجمات استراتيجية تهدف إلى تجاوز دفاعات العدو.

الاستخدامات المستقبلية والتحديات

تتجاوز تطبيقات أسراب المسيرات مجالات الحروب، حيث يمكن استخدامها في مجالات متعددة مثل اللوجستيات والزراعة وخدمات الطوارئ، فالأسراب المسيّرة تُظهر كفاءة عالية في مراقبة خطوط أنابيب النفط والغاز، ورصد المحاصيل الزراعية، أو القيام بعمليات البحث والإغاثة في مناطق الكوارث. ومع ذلك، يُحذر الخبراء من أن الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد يقلل من السيطرة البشرية على الأسلحة، مما يزيد من استقلالية الذكاء الاصطناعي في اتخاذ قرارات الهجوم.

في الختام، تبرز الشركات الناشئة في “وادي السليكون” ومدينة شينجين الصينية كرواد في تجربة أسراب المسيرات، مما يفتح آفاقاً جديدة للاستخدام التجاري، لكن نجاح هذه التطبيقات يعتمد على تطوير المعايير المنظمة للأمان واستخدام البيانات.