أجندة الرعاية كانت في صدارة نقاشات مؤتمر “نحن الاحتواء 2025” الذي أقيم في الشارقة حيث جمع المؤتمر مجموعة من الخبراء والمختصين لمناقشة التحديات والفرص في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية وكان التركيز على أهمية تعزيز الشمولية والاحتواء في السياسات العامة مما يسهم في تحسين جودة الحياة للناس ويعكس التزام المجتمع بتحقيق التنمية المستدامة وتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية تعزيز دور المؤسسات في دعم الفئات الهشة والمهمشة في المجتمع وقد أظهرت النقاشات أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق أهداف الرعاية الشاملة والمستدامة.

أهمية أجندة الرعاية للأشخاص ذوي الإعاقة

في جلسة مميزة بعنوان “لماذا تعتبر أجندة الرعاية مهمة بالنسبة لنا؟”، أكد خبراء يمثلون منظمات دولية مختصة برعاية ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة أن الاستثمار في خدمات الرعاية يمثل ركيزة أساسية لبناء مجتمعات أكثر قوة ومرونة، وتعزيز الكرامة الإنسانية، وترسيخ مسارات التنمية الوطنية، وقد استعرضوا تجاربهم ورؤاهم حول أهمية أجندة الرعاية على المستويين الإقليمي والعالمي، مما يعكس أهمية الموضوع في تعزيز حقوق هذه الفئة.

فعاليات المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء

تأتي هذه الجلسة ضمن فعاليات اليوم الأول من المؤتمر العالمي 2025 نحن الاحتواء، الذي تستضيفه إمارة الشارقة حتى 17 سبتمبر الجاري في اكسبو الشارقة، حيث شارك في الجلسة عدد من الشخصيات البارزة مثل هبة هجرس، المقرر الخاص المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والدكتور جاسم الحمادي، الأمين العام لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، إلى جانب عدد من الخبراء الدوليين في هذا المجال، مما يعكس التزام المجتمع الدولي بدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

تجارب ورؤى عالمية حول الرعاية

أشارت الدكتورة هبة هجرس إلى أن أجندة الرعاية والدعم حظيت باهتمام عالمي متزايد خلال السنوات الأخيرة، حيث أكدت الأمم المتحدة أهمية الاعتراف بأعمال الرعاية غير مدفوعة الأجر، لا سيما تلك التي تقوم بها النساء في المنزل، وأشارت إلى ضرورة وضع سياسات تضمن المساواة بين الجنسين وحماية حقوق الإنسان، كما أكدت على أهمية التدخل المبكر والدعم المالي لتمكين الأطفال من النمو داخل أسرهم بدلاً من المؤسسات الإيوائية.

من جانبه، أوضح الدكتور جاسم الحمادي أن دولة الإمارات وإمارة الشارقة توليان اهتماماً كبيراً لتطوير خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أكد على وجود مراكز متعددة للرعاية، ومكافحة التمييز، وضمان حق التعليم، وتوفير الدعم المالي والسكني، مما يعكس التزام الإمارات بتوفير بيئة شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة.

تعزيز الرعاية والدعم في مختلف الدول

تحدثت إلينا دال بو عن التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة في أمريكا اللاتينية، حيث يحصلون على دعم حكومي محدود، وأكدت على ضرورة تعزيز الشبكات مع مختلف الأطراف لتبني مقاربة قائمة على حقوق الإنسان، فيما أشار أوبيرون جليل أودوم إلى أهمية الحماية الاجتماعية لبناء نظام رعاية شامل في إفريقيا، مما يعكس التوجه العالمي نحو تحسين ظروف حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.

في نهاية الجلسة، استعرضت فاطمة وانغاري تجربة كينيا في إصلاح نظام الحماية الاجتماعية، وأكدت على أهمية الدعم المجتمعي، بينما سلطت فاديا فرح الضوء على دور المناصرين الذاتيين في لبنان، مشيرة إلى أن الأنشطة التي تنفذها هذه المنظمات أسهمت في رفع عدد المدارس الدامجة، مما يعكس أهمية الدمج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة.