في عام واحد فقط شهدت الأسواق المالية العديد من الطروحات الحكومية التي أثارت جدلاً واسعاً بين خبراء المال حول قدرة السوق على استيعاب هذه الطروحات المتزايدة فبينما يرى البعض أن هذه الخطوات تعكس قوة الاقتصاد الوطني وقدرته على جذب الاستثمارات يعتقد آخرون أن السوق قد يواجه تحديات كبيرة في استيعاب هذا الكم من الطروحات مما قد يؤثر على استقرار الأسعار ويزيد من التقلبات المالية في السوق المحلية ويؤكد الخبراء أن التوازن بين الطروحات والطلب هو المفتاح لتحقيق النجاح المستدام لهذه الاستثمارات الحكومية في المستقبل القريب.
توجهات السوق المصري نحو الطروحات الحكومية
تباينت آراء خبراء أسواق المال حول قدرة السوق المصري على استيعاب الطرح الحكومي لعدد 10 شركات في البورصة، حيث يرى البعض أن السوق قادر على استيعاب هذه الطروحات، خاصة مع كون النسب المقترحة تتراوح بين 20 و30% فقط من كل شركة، بينما يعتقد آخرون أن نجاح هذه الطروحات يعتمد بشكل كبير على تطبيق الآليات المعلنة من قبل رئاسة مجلس الوزراء وإدارة البورصة، كما يشير البعض إلى أن معظم هذه الطروحات ستخصص لصناديق استثمارية محلية أو أجنبية، مما سيساهم في تخفيف الضغط عن السوق.
خطط الحكومة لبيع حصص الشركات
وفقًا للإصدار الثالث لوثيقة ملكية الدولة التي أطلقتها الحكومة المصرية في عام 2022، هناك خطط لبيع حصص في 10 شركات، سواء للمستثمرين أو من خلال التخارج الجزئي عبر الطرح في البورصة المصرية، حيث تم تعيين بنوك استثمار ومستشارين قانونيين لهذه الشركات، ومن المتوقع أن تشمل الطروحات 5 شركات تابعة للقوات المسلحة خلال المتبقي من العام الجاري وعام 2026، كما أشار تقرير وزارة المالية إلى نية طرح 11 شركة في البورصة خلال العام المالي الحالي، لجذب ما بين 5 و6 مليارات دولار.
تحديات وآفاق الطروحات الجديدة
تحدث حسام الغايش، العضو المنتدب لإحدى شركات إدارة المحافظ والصناديق الاستثمارية، عن أن البورصة المصرية تعاني من تعطش كبير للطروحات الجديدة، حيث تمت تغطية جميع الاكتتابات الأخيرة بمعدلات مرتفعة، وأكد أن الطروحات الحكومية تمثل عنصر جذب مهم للسيولة وليس طردًا لها، بينما اعتبرت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، أن استيعاب السوق لعدد كبير من الطروحات في عام واحد يتطلب تنفيذ آليات فعالة، وإلا فلن يتمكن السوق من استيعاب أكثر من شركة أو اثنتين فقط.
وفي سياق متصل، أشارت رشا محسب، مدير عام شركة سفير لتداول الأوراق المالية، إلى أن الطروحات ستتم على مراحل، مع تخصيص حصص لصناديق استثمارية، مما سيخفف الضغط عن السوق، وأوضحت أن هذا سيعيد إحياء أسهم كانت شبه مجمدة، مما سيعزز قيمتها السوقية بشكل ملحوظ.
اقرأ أيضًا:
– السوق يكتم أنفاسه مع قرب خفض الفيدرالي الفائدة .. ما مصير أسعار الذهب؟
– شعبة الدواء: رفع مذكرة لرئيس الوزراء بعد تجاهل هيئة الدواء مطالب الشركات
التعليقات