تعاني مدينة غزة وشمال القطاع من انقطاع مستمر في خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية مما يؤثر بشكل كبير على حياة السكان اليومية ويزيد من معاناتهم في التواصل مع العالم الخارجي حيث يواجه الطلاب صعوبة في استكمال دراستهم عبر الإنترنت كما أن الأعمال التجارية تتعرض لخسائر فادحة بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الزبائن أو إجراء المعاملات الضرورية في وقتها المناسب ويعتبر انقطاع الإنترنت والاتصالات الأرضية عائقًا أمام تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة مما يستدعي جهودًا حثيثة لإعادة تأهيل هذه الخدمات الأساسية لضمان تواصل فعال بين الأفراد والمجتمع ككل.
انقطاع خدمات الإنترنت والاتصالات في غزة
أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية “بالتل” عن انقطاع خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، وذلك بسبب العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أكدت الشركة أن هذا الانقطاع جاء نتيجة استهداف عدة مسارات رئيسية مغذية للمنطقة، مما أثر سلبًا على خدمات الاتصالات والإنترنت في القطاع.
جهود الإصلاح في ظل الظروف الصعبة
في تصريح صحفي مقتضب، أكدت “بالتل” أن طواقمها تعمل على مدار الساعة لإصلاح الأعطال، رغم الوضع الميداني الخطير الذي يعيشه القطاع، حيث يعاني سكان غزة من انقطاع متكرر في خدمات الاتصالات، الأمر الذي يزيد من معاناتهم في ظل الظروف الإنسانية القاسية. ويأتي هذا الانقطاع في الوقت الذي حذر فيه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من “خطر وشيك” لانقطاع كامل في شبكات الاتصالات والإنترنت، بسبب الاستهداف المتعمد من جيش الاحتلال للأبراج السكنية والبنايات العالية.
سياسة ممنهجة ضد غزة
أشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن شبكة الاتصالات والإنترنت تواجه خطر الانهيار الكامل، بفعل التعطل المتوقع لمحطات التشغيل نتيجة شح إمدادات الوقود، في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى قطع شرايين الحياة عن غزة. كما أفاد المرصد بأن جيش الاحتلال قد قطع الاتصالات والإنترنت كليًا أكثر من 12 مرة خلال نحو 23 شهرًا، مما يعكس سياسة تهدف إلى حجب غزة عن العالم وتعطيل جهود الاستجابة الإنسانية، في وقت يواصل فيه الاحتلال عدوانه العسكري وحرب الإبادة الجماعية، مما يزيد من معاناة سكان القطاع.
تستمر الأحداث المأساوية في غزة، مما يتطلب تكاتف الجهود الدولية للحد من هذه الانتهاكات وضمان حقوق الإنسان الأساسية للسكان.
التعليقات