ذكرت تقارير من وكالة “أكسيوس” أن إسرائيل قامت بتقديم مقترح جديد لسوريا يتعلق باتفاق أمني يهدف إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين يأتي هذا المقترح في ظل التوترات المستمرة والتحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة ويتضمن الاتفاق المقترح عدة بنود تهدف إلى تحقيق الأمن المشترك وتخفيف حدة الصراع حيث يأمل الطرفان أن يسهم هذا الاتفاق في تحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية في كلا البلدين ويبدو أن هناك رغبة متزايدة لدى الجانبين للتوصل إلى حلول دائمة تعزز من السلام والاستقرار في المنطقة.

مقترح أمني إسرائيلي جديد لسوريا

قدمت إسرائيل لسوريا مقترحًا تفصيليًا لاتفاق أمني جديد، يتضمن خريطة مقترحة تمتد من جنوب غرب دمشق حتى الحدود مع إسرائيل، وفقًا لما نقلته مصادر من موقع “أكسيوس”، حيث لم ترد سوريا بعد على هذا المقترح الذي تم تقديمه قبل عدة أسابيع، بينما تعمل حاليًا على إعداد اقتراح مضاد في الأسابيع الأخيرة، مما يعكس حالة من التوتر والترقب بين البلدين.

مناقشات ثلاثية في لندن

في سياق الجهود المبذولة لتحقيق تقدم في المفاوضات، يخطط وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لمناقشة المقترح اليوم الأربعاء في لندن، بحضور المبعوث الأمريكي توم باراك، الذي يتوسط بين الطرفين، ويُعتبر هذا الاجتماع هو الثالث من نوعه، حيث تشير مصادر مطلعة إلى أن المحادثات تُظهر تقدمًا، لكن لا يبدو أن هناك اتفاقًا وشيكًا في الأفق، مما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الجانبين.

تفاصيل المقترح الإسرائيلي

يهدف الاتفاق الأمني الذي يتم التفاوض عليه إلى استبدال اتفاق “فك الارتباط” الذي تم توقيعه عام 1974، والذي أصبح غير ذي صلة بعد انهيار نظام الأسد واحتلال إسرائيل للمنطقة العازلة على الجانب السوري من الحدود، حيث يعتمد المقترح الإسرائيلي على النموذج الذي تم تطبيقه في اتفاقية السلام مع مصر عام 1979، والذي قام بتقسيم شبه جزيرة سيناء إلى ثلاث مناطق محددة، مع ترتيبات أمنية مختلفة، ويشمل المقترح أيضًا مطالب قصوى من سوريا بالموافقة على منطقة واسعة منزوعة السلاح ومنطقة حظر طيران، مع تحديد مستويات مختلفة من القوات والأسلحة حسب المنطقة، مما يعكس تعقيدات الوضع الأمني في المنطقة.

تتضمن التفاصيل أيضًا توسيع المنطقة العازلة بمقدار كيلومترين على الجانب السوري، مع قيود صارمة على وجود القوات والأسلحة الثقيلة، مما يسمح لسوريا بالاحتفاظ بقوات الشرطة وقوى الأمن الداخلي، وفي المقابل، اقترحت إسرائيل انسحابًا تدريجيًا من الأراضي المحتلة، باستثناء منطقة جبل حرمون الاستراتيجي، مما يعكس الرغبة الإسرائيلية في الحفاظ على ممر جوي إلى إيران عبر سوريا، مما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الاستقرار الأمني في المنطقة في المستقبل.

ملاحظات ختامية

يبدو أن هذه المفاوضات تحمل في طياتها تعقيدات عديدة، حيث يسعى كل طرف لتحقيق مصالحه، بينما تبقى الأوضاع في المنطقة غير مستقرة، مما يستدعي مراقبة دقيقة للتطورات القادمة، خاصة مع اهتمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعقد لقاء مع الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر، رغم أن فرص حدوث هذا اللقاء تبدو منخفضة في الوقت الحالي، مما يجعل الأعين متجهة نحو النتائج المحتملة لهذه المفاوضات وتأثيرها على العلاقات بين الدولتين.