تعتبر سيرة بوكاهونتاس واحدة من أبرز القصص التاريخية التي تتناول التفاعل بين الثقافات المختلفة في أمريكا حيث تجسد هذه القصة التحديات والصراعات التي واجهتها الشعوب الأصلية في مواجهة الاستعمار الأوروبي وقد أعد الملك تشارلز معرضاً يسلط الضوء على هذه السيرة العظيمة ويعكس تأثيرها على الهوية الأمريكية الحديثة وفي سياق متصل قام ترامب بزيارة هذا المعرض ليعبر عن اهتمامه بتاريخ أمريكا وعراقتها ويظهر كيف أن هذه القصص تشكل جزءاً أساسياً من تاريخ البلاد وتساهم في فهمنا للحاضر والمستقبل.

بعد غداء خاص في قاعة الطعام الرسمية، استقبل الملك تشارلز والملكة كاميلا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب في قاعة الرسم الخضراء بقلعة وندسور، حيث تم تنظيم معرض فريد من نوعه يضم قطعًا أثرية تتعلق بالعلاقة التاريخية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وهو ما يعكس عمق الروابط بين البلدين على مر العصور، حيث تم عرض مجموعة متنوعة من القطع التي تمثل محطات هامة في تاريخ هذه العلاقة.

قطع أثرية بارزة تعكس التاريخ المشترك

من بين القطع المعروضة، كانت هناك الطبعة الأولى من كتاب “التاريخ العام لفيرجينيا” لجون سميث، وهو يعد من أقدم الكتب التي تتناول المستعمرات الإنجليزية في أمريكا الشمالية، حيث يغطي وصول المستعمرين الإنجليز في عام 1607، وتأسيس جيمستاون وبرمودا، بالإضافة إلى وصول حجاج “ماي فلاور” إلى ماساتشوستس في عام 1620، وقد أشار قصر باكنجهام إلى أن الكتاب يحتوي أيضًا على سيرة ذاتية لبوكاهونتاس، مع عرض مفصل لدوره في تلك الأحداث.

ترامب في المعرض
ترامب في المعرض

رسائل تاريخية تعكس التوترات السياسية

أيضًا، تم عرض رسالة تعود لعام 1774 من الملك جورج الثالث إلى اللورد نورث، والتي تناولت “حالة التمرد” في المستعمرات الأمريكية، حيث أعرب الملك عن قلقه بشأن فقدان السيطرة على البلاد، مشيرًا إلى أن “الضربات” هي التي ستحدد استقلالها، وقد تناولت الرسالة الأوضاع المتوترة نتيجة فرض ضرائب على السلع، مما أدى إلى استياء شعبي كبير، كما تم الإشارة إلى أحداث مثل مذبحة بوسطن وحفل شاي بوسطن، والتي كانت نقاط تحول هامة في العلاقات بين بريطانيا ومستعمراتها.

التواصل عبر الزمن: رسالة من الملكة فيكتوريا

كما تم عرض رسالة من الملكة فيكتوريا إلى الرئيس جيمس بوكانان عام 1858، حيث كانت هذه الرسالة تجسد أهمية الاتصالات بين الدولتين، حيث تم إنشاء كابل بحري بين عامي 1854 و1858 لتعزيز التواصل، وقد عبرت فيكتوريا عن أملها في أن يكون هذا الكابل “رابطًا إضافيًا بين البلدين”، مما يعكس الصداقة التي تقوم على المصالح المشتركة والتقدير المتبادل، وهو ما يبرز عمق العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عبر التاريخ.