مؤتمر الشارقة يستعرض حركات المناصرة الذاتية والإعلامية التي تهدف إلى دعم حقوق ذوي الإعاقة حيث يجمع هذا الحدث مجموعة من الخبراء والناشطين الذين يتناولون التحديات التي تواجه هذه الفئة المهمة من المجتمع ويدعون إلى تعزيز الوعي حول حقوقهم ويستعرضون تجارب ناجحة في المناصرة الذاتية والإعلامية مما يسهم في خلق بيئة أكثر شمولية ودعماً لذوي الإعاقة ويشجع على تبادل الأفكار والممارسات الفعالة في هذا المجال الحيوي الذي يحتاج إلى مزيد من الاهتمام من جميع أفراد المجتمع.

تجارب ملهمة من مختلف الدول في مجال حقوق ذوي الإعاقة

شهد المؤتمر العالمي 2025 “نحن الاحتواء”، الذي أقيم في إمارة الشارقة، عددًا من الجلسات الحوارية التي تسلط الضوء على الدور الحيوي للإعلام وحركات المناصرة الذاتية في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، حيث شارك خبراء ومناصرون ذاتيون من دول مثل اليابان والإمارات ومصر والهند وزامبيا وغانا، وتناولوا تجاربهم المتنوعة التي أكدت أن إيصال صوت الأشخاص ذوي الإعاقة هو المدخل الحقيقي للتغيير وصناعة السياسات، مما يعكس أهمية هذا الحدث كمنصة لتبادل الخبرات والأفكار.

المناصرة الذاتية: صوت قوي للتغيير

في جلسة بعنوان “تمكين المناصرين الذاتيين وإنشاء مجموعات للمناصرة الذاتية”، أدارها مارك مابيمبا من منظمة الاحتواء الشامل، تم التأكيد على أهمية أن يمثل المناصرون الذاتيون أنفسهم، وليس فقط أن يُمثلوا من قبل الآخرين، وتم استعراض برنامج “Empower Us” الذي أُنشئ لتدريب أقرانهم على حقوق الإنسان وتأسيس مجموعات مستدامة، وفي هذا السياق، أضاءت سعادة منى عبدالكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، على التجربة الإماراتية في تأسيس مجموعات مناصرة منذ أكثر من عقدين، مشددة على أن “صوت المناصرين الذاتيين وأسرهم أقوى من صوت أي منظمة”.

إعلام التمكين: منصة للتعبير

كما شهدت الجلسة “ثورة إعلامية بقيادة المناصرة الذاتية” عرضًا من ممثلي مؤسسة Pansy Media اليابانية، حيث قدموا تجربة فريدة تمنح الأشخاص ذوي الإعاقة منابر للتعبير عن مشاعرهم ورواية قصصهم، وأوضح ميكي يوكي أوباوا وهيروشي يامادا أن مؤسستهم تحرص على فتح المجال أمام الأشخاص ذوي الإعاقة في اليابان لمشاركة رسائلهم حول جوانب الأمل والألم، وفي إطار هذا، أضافت البطلة البارالمبية والإعلامية المصرية رحمة خالد قصتها الملهمة، مشددة على أهمية تقبل الاختلاف كطريق لتحقيق الأحلام.

تجارب من الهند وغانا: الفن والموسيقى كوسيلة مناصرة

من الهند، قدمت ليلا راج، الفنانة والناشطة في قضايا متلازمة داون، تجربتها في التعبير عن نفسها عبر الفن والموضة والإعلام، مشيرة إلى أن مبادرة “صوتي خياري” أصبحت شعلة جديدة للثقة والمشاركة، بينما استعرض صامويل ديلالي من غانا مبادرات مجتمعية في الموسيقى والرياضة، والتي تحولت إلى حركات مناصرة واسعة، مما يعكس تنوع الأساليب التي يمكن استخدامها لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

الصبر والمساندة: مفتاح دمج الأشخاص ذوي الإعاقة

شهدت فعاليات المؤتمر جلسة حوارية تناولت احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى دعم عالي، حيث شارك فيها عدد من أولياء الأمور والمناصرين والخبراء الدوليين، وأجمع المشاركون على أن الصبر واستمرار المساندة والرعاية هما الأساس لتمكين هذه الفئات من ممارسة حقوقها والاندماج في المجتمع بعيدًا عن العزلة أو التحيز، مما يؤكد أهمية العمل الجماعي في تحقيق التغيير.

تجارب شخصية ملهمة: قصص من الحياة

تحدثت سو سوينسون، رئيسة منظمة الاحتواء الشامل الدولية، عن تجربتها كأم لطفل ذي إعاقة نادرة، مشيرة إلى أهمية الشبكات الداعمة في تخفيف العزلة، كما استعرضت جين نيكلاس فاوست من ألمانيا تجربتها مع ابنتها إيفا، التي تعاني من صعوبات صحية، مؤكدة على أهمية الدعم الأسري المستمر، بينما تحدث جيركي بينوما من فنلندا عن تجربته مع ابنيه الذين يعانيان من إعاقة مزدوجة، مشددًا على أهمية التعليم والتواصل في تحقيق الاستقلالية.

كسر النمطية: تحديات وأمل

أما إيلينا دال بو من الأرجنتين، فقد تطرقت إلى تجربتها مع ابنها خوان الذي ولد مصابًا بالشلل، مشيرة إلى أنها قاومت الضغوط التي أنكرت حقه في التعليم والدمج، وبدأت رحلة التعلم الذاتي، مما يعكس أهمية التعاون مع المنظمات الدولية لتغيير النظرة المجتمعية وتعزيز الاندماج، مما يجعل من المؤتمر منصة مهمة لتبادل التجارب والأفكار التي تسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.