سعر الذهب في عمان اليوم الخميس 18 سبتمبر 2025 شهد انخفاضًا طفيفًا رغم التقلبات العالمية التي تؤثر على الأسواق المالية حيث يتابع المستثمرون والمواطنون الأسعار بتركيز كبير في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ورغم التحديات، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا للكثيرين مما يجعل السوق العماني يتفاعل مع هذه التغيرات بشكل مستمر حيث تساهم العوامل المحلية والدولية في تشكيل اتجاهات الأسعار مما يستدعي متابعة دقيقة من قبل الجميع المهتمين بالاستثمار في الذهب.

في مشهد يعكس وعياً استثمارياً متقدماً ونقلة ثقافية نوعية، تشهد سلطنة عمان تحولاً لافتاً في طريقة تعاملها مع الذهب، الذي لم يعد مجرد سلعة فاخرة أو وسيلة للزينة، بل أصبح خياراً اقتصادياً واستثمارياً تتعزز مكانته في ظل تقلبات الأسواق العالمية وارتفاع مستويات التضخم، وتتزايد المؤشرات على أن الذهب بات يشكل أحد الأعمدة الأساسية في تفكير المستثمر العماني، سواء على صعيد الأفراد أو صعيد التوجهات المالية العامة.

الذهب يتحول إلى ملاذ موثوق في السوق العماني

اللافت أن السوق العمانية، رغم تأثرها الطفيف بالأسعار العالمية، ما زالت تحافظ على درجة من الاستقرار النسبي، وهذا يعكس ليس فقط مرونة الاقتصاد المحلي، بل أيضاً وعي المتعاملين الذين باتوا ينظرون إلى الذهب كأداة تحوط رئيسية ضد الأزمات المستقبلية، وفي هذا الإطار، يرى خبراء الاقتصاد أن تنامي الطلب على الذهب في السلطنة يعبر عن “تغير نوعي في عقلية المستثمر”، الذي لم يعد يثق بالأسواق المالية وحدها، بل يتجه نحو الأصول الملموسة والمستقرة مثل الذهب، باعتبارها أكثر قدرة على حماية الثروات على المدى الطويل.

هبوط نسبي رغم التذبذب العالمي

وبحسب رصد أجراه موقع “خاص مصر”، سجلت أسعار الذهب في سلطنة عمان تراجعاً طفيفاً بعد سلسلة من الارتفاعات اللافتة خلال الأيام الماضية، حيث سجل الذهب من عيار 21، الأكثر تداولا بين المستهلكين العمانيين، سعراً قدره 39.850 ريالا عمانيا للجرام، بينما بلغ سعر عيار 24 الأعلى جودة 45.250 ريالا، أما الذهب من عيار 22 فبلغ سعره 41.475 ريالا، في حين هبط عيار 18 المستخدم بكثرة في صناعة الحلي اليومية إلى 33.925 ريالا، وسجلت العيارات الأقل تداولا، مثل عيار 14 و12، أسعارا بلغت 26.400 ريالا و22.625 ريالا على التوالي، مما يشير إلى تراجع طفيف في الطلب عليها مقارنة ببقية العيارات.

إقبال متزايد على السبائك الذهبية رغم ارتفاع أسعارها

على الرغم من الارتفاع النسبي في أسعار السبائك الذهبية، شهد السوق العماني خلال الأسابيع الأخيرة إقبالاً واسعاً من قبل المستثمرين الأفراد، الذين وجدوا في السبائك وسيلة فعالة للتحصين المالي، خاصة في ظل الغموض المحيط بالسياسات النقدية العالمية، وقد بلغ سعر السبيكة الذهبية من فئة 1 جرام حوالي 45.18 ريالا عمانيا، فيما ارتفع سعر سبيكة 5 جرامات إلى 225.92 ريالا، وسجلت سبيكة الـ10 جرامات نحو 451.85 ريالا عمانيا، أما السبيكة متوسطة الحجم (100 جرام) فقد وصلت إلى 4,518.48 ريالا، بينما تجاوزت سبيكة الكيلوجرام الواحد حاجز 45 ألف ريال عماني، مما يعكس اهتمام شرائح مختلفة من المستثمرين، من صغار المدخرين إلى كبار أصحاب رؤوس الأموال، في بناء محفظة ذهبية متنوعة تحميهم من تقلبات السوق.

في ظل تقلبات الفيدرالي الأمريكي.. الذهب يتصدر المشهد

يعزو المحللون هذا التوجه المتنامي نحو الذهب إلى الشكوك المحيطة بسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، لا سيما ما يتعلق بأسعار الفائدة التي ما تزال غير واضحة المسار، وهذا الغموض يدفع المستثمرين في سلطنة عمان إلى البحث عن أصول ذات استقرار طويل الأجل، وهو ما يوفره الذهب بامتياز، بينما تتذبذب أسعار العملات والأسواق المالية حول العالم، يبرز الذهب كخيار عقلاني وموثوق، خاصة في البيئة العمانية التي بدأت تنحو نحو استراتيجيات استثمارية تحفظ رأس المال وتقلل من المخاطر.

الذهب في عمان.. أكثر من مجرد سلعة

يمكن القول إن سلطنة عمان تمر بمرحلة جديدة من التفكير الاقتصادي، تتسم بالنضج والرؤية بعيدة المدى، فالذهب لم يعد مجرد مادة للاقتناء أو الزينة، بل أصبح يشكل جزءاً من الاستراتيجية المالية الشخصية للمواطن والمستثمر على حد سواء، ويعكس هذا التحول في الثقافة الاستثمارية وعياً متزايداً بأهمية تنويع الأصول وتحصين الثروات، في عالم تتزايد فيه الاضطرابات وتقل فيه اليقينيات.