تعتبر الهوية الرقمية من العناصر الأساسية في العصر الحديث حيث تساهم بشكل كبير في تحسين الخدمات المقدمة في مختلف القطاعات وخاصة قطاع التأمين فالتجارب الدولية الرائدة في هذا المجال تسلط الضوء على كيفية استخدام الهوية الرقمية لتبسيط إجراءات التحقق من الهوية وتعزيز الأمان وتسهيل الوصول إلى الخدمات التأمينية كما أن استخدام الهوية الرقمية يساعد على تقليل الاحتيال وزيادة الثقة بين العملاء وشركات التأمين مما ينعكس إيجاباً على تجربة المستخدم ويعزز من فعالية العمليات التأمينية في مختلف الدول التي تبنت هذه التقنيات الحديثة مما يجعلها نموذجاً يحتذى به في عالم التأمين الحديث.

التحول الرقمي وتأثيره على صناعة التأمين

يشهد العالم في العقدين الأخيرين تحولات متسارعة في مجال التحول الرقمي، حيث أصبحت التكنولوجيا الرقمية جزءًا لا يتجزأ من جميع الأنشطة الاقتصادية والمالية، ومن أبرز هذه التحولات اعتماد الهوية الرقمية كبديل حديث للهوية التقليدية، مما يتيح للأفراد والشركات التفاعل إلكترونيًا بطريقة أكثر أمانًا وسرعة، وقد أضافت نشرة اتحاد شركات التأمين أن الهوية الرقمية تمثل أداة استراتيجية في صناعة التأمين التي تعتمد بشكل جوهري على الثقة وحماية البيانات، حيث تساهم في تطوير آليات الاكتتاب وتسوية المطالبات وتعزيز تجربة العملاء.

التجارب الدولية الرائدة في الهوية الرقمية

تعد التجارب الدولية في مجال الهوية الرقمية من أبرز النماذج التي تدعم صناعة التأمين، ومن بينها نموذج إستونيا الشامل، حيث تعتبر إستونيا رائدة عالميًا في هذا المجال من خلال بطاقة الهوية الإلكترونية والمواطنة الإلكترونية، ويعتمد النظام على تقنية Blockchain، مما يمكن المواطنين والمقيمين من استخدام هويتهم الرقمية للتسجيل في خدمات التأمين عبر الإنترنت في دقائق، والتوقيع إلكترونيًا على عقود التأمين، بالإضافة إلى الوصول إلى سجلات صحية مشفرة بإذن المستخدم، مما يتيح لشركات التأمين تقديم عروض أسعار دقيقة وسريعة للتأمين الصحي أو على الحياة، والفوائد تشمل الشفافية الكاملة، والأمان العالي، وتقليل التكاليف الإدارية.

نماذج أخرى في الهوية الرقمية

نموذج Aadhaar في الهند يمثل أكبر نظام للهوية الحيوية في العالم، حيث يمنح كل مقيم رقم هوية فريد مبني على بياناته الحيوية، ويستخدم بشكل كبير لتبسيط عملية التحقق من الهوية عند شراء بوالص التأمين، بينما نموذج MyInfo في سنغافورة يتيح للمواطنين تخزين بياناتهم الشخصية في “خزنة بيانات شخصية” آمنة، مما يسهل عليهم مشاركة بياناتهم مع شركات التأمين، مما يضمن تجربة مستخدم استثنائية، ودقة البيانات، وأمانًا عاليًا.

دراسات حالة عملية في التأمين

تتضمن دراسة الحالة الأولى التأمين على السيارات باستخدام تكنولوجيا Telematics، حيث يمكن ربط الهوية الرقمية ببيانات القيادة، مما يسمح لشركات التأمين بتقديم التأمين القائم على الاستخدام بشكل أكثر دقة وأمانًا، بينما تتضمن الدراسة الثانية تسوية المطالبات السريعة، حيث يمكن للسائقين استخدام تطبيقات الهاتف للتحقق من هويتهم رقمياً وتقديم بلاغ الحادث، مما يسرع عملية المطالبة من أيام إلى ساعات، ويقلل من الاحتيال عبر التحقق من جميع الأطراف.

تظهر هذه التجارب كيف يمكن للهوية الرقمية أن تُحدث ثورة في صناعة التأمين، مما يعزز الأمان والكفاءة ويقدم تجارب مستخدم أفضل، مما يجعل هذه النماذج جديرة بالاهتمام والدراسة.