يستمر الذهب في مواجهة تحديات كبيرة حيث يواصل خسائره مع ارتفاع الدولار الذي يؤثر بشكل مباشر على أسعار المعادن الثمينة في الأسواق العالمية تزامنًا مع الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تشهدها العديد من الدول مما يجعل المستثمرين يتجهون نحو الدولار كملاذ آمن في ظل التقلبات الحالية في الأسواق المالية وبالرغم من بعض التوقعات الإيجابية حول استقرار الذهب إلا أن الارتفاع المستمر في قيمة الدولار يزيد من صعوبة التعافي السريع للذهب مما يثير قلق المستثمرين ويجعلهم يعيدون تقييم استثماراتهم في هذا المعدن الثمين الذي يعتبر أحد أهم الأصول في وقت الأزمات الاقتصادية.
أسعار الذهب تتراجع مع ارتفاع الدولار
واصلت أسعار الذهب انخفاضها اليوم الخميس، حيث سجلت تراجعًا ملحوظًا بعد أن قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو ما كان متوقعًا في الأسواق، حيث سجل سعر أونصة الذهب العالمي انخفاضًا بنسبة 0.4%، ليصل إلى أدنى مستوى عند 3634 دولار للأونصة، بعد أن افتتح التداولات عند 3659 دولار للأونصة، مما يعكس الضغوط المتزايدة على المعدن النفيس.
تأثير تصريحات الفيدرالي على أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب تراجعًا مستمرًا لليوم الثاني على التوالي، حيث كانت قد سجلت مستوى تاريخيًا جديدًا عند 3707 دولار للأونصة، ولكن الضغوط البيعية تزايدت عند هذا المستوى، مما دفع المعدن إلى الانخفاض بعد فترة طويلة من التشبع في الشراء، والآن تشير التوقعات إلى إمكانية وصوله إلى المستوى 3600 دولار للأونصة. رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، أكد أن الخفض جاء لأغراض إدارة المخاطر، مشيرًا إلى أن البنك لا يشعر بحاجة ملحة للتحرك سريعًا، مما يعكس موقفًا حذرًا من قبل أعضاء البنك.
أسعار الذهب محليًا وتأثيرها على السوق
على الصعيد المحلي، شهد سعر الذهب ارتفاعًا طفيفًا مع بداية تداولات اليوم، حيث افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا عند المستوى 4930 جنيهًا للجرام، بعد أن شهد انخفاضًا خلال اليومين السابقين. يتأثر الذهب المحلي بتراجع أسعار الذهب العالمي، حيث شهدت حركة سعر الصرف استقرارًا، مما يزيد من تأثير السعر العالمي على التسعير المحلي. في حال استمر هبوط سعر الذهب، قد يصل إلى المستوى 4900 جنيه للجرام، الذي قد يوقف هذا الهبوط بسبب القاعدة السعرية التي سجلها الذهب حول هذا المستوى.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب
من المتوقع أن يظل سعر الذهب العالمي تحت ضغط التصحيح السلبي بعد تسجيله مستوى تاريخي جديد، حيث يتوقع المتداولون احتمالية بنسبة 90% لخفض آخر في أسعار الفائدة في الاجتماع القادم للبنك الاحتياطي الفيدرالي في أكتوبر. كما أن تراجع الذهب المحلي قد يستمر، إلا أنه قد يجد دعمًا عند المستوى 4900 جنيه للجرام، مما يعزز من استقرار السوق في ظل التقلبات الحالية.
التعليقات